ما وراء المراهقة... لم ينتهي الأمر بعد
إن بداية مرحلة البلوغ مرحلة رائعة للتعلم حيث يبقى مقدار كبير من مرونة الدماغ بالإضافة لتطور ارتباط فصوص الدماغ فيصبح البالغ قادر على القيام بمهام متعددة كما تتحسن مهارات التعلم في هذه المرحلة وذلك لتطور المهارات التنظيمية والقدرة على التفكير المجرد وإطلاق الأحكام والبصيرة.
تتميز هذه المرحلة بالكثير من الحرية والحركة والتغيير والتناقض ( بين النفس والمجتمع ) فنجد الشاب يبحث ويستكشف مجالات جديدة تتناسب مع مهاراته مما يعرضه لبيئة مليئة بالتحديات والمخاطر وبسبب قلة التجارب يقع في التناقض والخوف وهنا يبرز دور العائلة والمجتمع لمنحه الطمأنينة والتمسك بما يساهم في تشكل تجاربه الحياتية.
وقد بزغ في هذا العصر مفهوم البلوغ المنبثق وهي مرحلة تتميز بالتغيرات الاقتصادية والثقافية التي جعلت الشباب يشعرون بالإثارة والقلق حول الإمكانيات المتوفرة وخاصة عدم استقرار العمل والمهنة والعلاقة وعدم ثقتهم بهويتهم ومستقبلهم.
ففي حين يشعر الشاب أنه تجاوز مرحلة المراهقة إلا أن الفصوص الجبهية لا تزال تكتسب لديه مادة بيضاء لترتبط الأنظمة الدماغية بعضها ببعض فأي تشوهات في المادة البيضاء يؤدي دوراً في الاضطرابات النفسية التي تظهر خلال المراهقة وفي بداية البلوغ.
إن علم أعصاب الشباب لا يزال في بداياته لذلك فإننا لا نعلم بعد إن كانت هذه المرحلة تمثل فرصة أخيرة لإستثمار المرحلة الأخيرة من تطور الدماغ قبل أن تبدأ طيات التعلم في الدماغ بمرحلة التباطؤ مع التقدم في السن.
تعليقات
إرسال تعليق