أساليب تخطي المشكلات الأسرية
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله
وصحبه والتابعين
الأسرة هي اللبنة الأولى من لبنات المجتمع
قال تعالى :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ
أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً
وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم: 21
معنى الأسرة في اللغة
الدرع الحصين
ورهطه الأدنون
وهي عشيرة الرجل وأهل بيته
اتفق علماء التربة وعلماء الاجتماع على:
أن بناء المجتمع الصالح مشروط بالاهتمام بالأسرة
لأنها الصورة المصغرة للمجتمع والبنية الأساسية في بنائه.
في الأسرة
تبذر بذور القيم التي تؤثر في حياته العامة والخاصة .
ومنها يعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات.
وداخلها تتكون مشاعر الألفة والمحبة.
ويكتسب معاييره ومبادئه وقيمه العليا.واجبــــات الأسرة التربوية :
1-إيجاد الفرد المسلم الصالح , لقوله صلى الله عليه وسلم " تزوجوا الودود
الولود فإني مكاثر بكم الأمم " صححه الألباني
2-صيانة فطرة الطفل عن الانحراف وتلقينه مبادئ
الإسلام من عقائد وعبادات ومعاملات والتي تشمل جميع مناحي الحياة.
قال عليه الصلاة والسلام " كل مولود يولد على
الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " البخاري
3-تحقيق الاستقرار النفسي والطمأنينة.
4-الاهتمام بالتربية الأخلاقية وغرس القيم, والتي هي الغرض الحقيقي من التربية.
5-الاهتمام بالنواحي الجسدية لدى الناشئ وتنميتها وحمايتها من كل ما يضرها ويضعفها.
6-الحذر من المشكلات والعوائق التي تكون سبباً في تفكيك الأسرة.
الآثار السلبية المترتبة على المشكلات الأسرية:
1-الاضطرابات النفسية التي تنعكس على الأداء اليومي
في مختلف المجالات، كالخوف والقلق والتوتر ونحوها، مما قد يسبب بعض الأمراض
النفسية والعصبية.
2-انخفاض الأداء وتدني مستوى التحصيل العلمي لدى أبناء الأسرة المفككة.
3-الوقوع في براثن المخدرات والإدمان عليها لدى بعض أفراد الأسر المفككة، مما يمثل خطورة على المجتمع وتهديداً لأمنه وتقليلاً لطاقته الإنتاجية.
أساليب تخطي المشكـلات الأسرية بين الزوجين :-
1- احتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى طاعة لأمر الرسول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا صلت المرأة
خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب
الجنة شئت" صححه
الألباني
2-
الاستعانة بالله، واللجوء إليه بالدعاء
قوله
تعالى: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا
وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) الفرقان74
وكذلك
التقرب له بالطاعات والصدقات، وكثرة الاستغفار
قال
تعالى :( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ
كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا) نوح:12
ومصداقاً
لقوله تعالى:
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت
أيديكم ويعفوا عن كثير)الشورى:34
3-
الحكمة في علاج المشكلة
أ-
بعدم إفشاء كل ما يحصل بين الزوجين، أو طلب التدخل من أطراف أخرى فتكبر المشكلة
وتزداد تعقيداً.
ب- اختيار الزمان المناسب فلا تكون عند عودة الزوج من العمل أو وقت انشغاله أو خروجه حتى يحصل التقبل.
ج-
اختيار المكان المناسب لمناقشة المشكلة بعيداً عن الأبناء لأن هذا يعظم قدر
الوالدين في نظر الأولاد، ويحافظ على هيبتهما ومكانتهما
4-التأني
في اتخاذ القرارات، بعدم المبادرة في اتخاذها وقت الغضب , وإنما يتريث إلى أن تهدأ
النفوس.
قال صلى الله عليه وسلم: " إنما الحلم بالتحلم وإنما العلم بالتعلم "حسنه الألباني
وقال عليه السلام: "ومن يتصبر يصبره الله" البخاري
وقول عمر رضي الله عنه : " التؤدة في كل شيء خير إلا في أمر الآخرة " رواه الحاكم
5-الاحترام المتبادل مهما كان الاختلاف، والحرص على استخدام أسلوب الحوار
البناءالذي يحسن فيه أن يبدأ المحاور بذكر نقاط الاتفاق وإيجابيات الطرف الآخر.
يرقق القلب ويبعد الشيطان ويقرب وجهات النظر وييسر التنازل عن كثير مما في النفوس
قال تعالى: ( وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) البقرة:237
6-الاعتراف
بالخطأ عند استبانته وعدم اللجاجة فيه،
مع
الحرص على المبادرة للصلح والتقرب للزوج بالكلمة الطيبة
والاعتذار المناسب،
في الحديث قال عليه الصلاة والسلام : " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " رواه الشيخان،
وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة ؟ الودود الولود العؤود، التي إذا ظُلمت قالت: هذه يدي في يدك، لا أذوق غمضاً حتى ترضى) رواه الدارقطني والطبراني وحسنه الألبان
7-التركيز على المشكلة الحالية.
8-عدم التمسك بالرأي.
9-تحليل المشكلة والبحث عن أسبابها الرئيسة ومعالجتها, وعدم التركيز على ظاهرها فقط.
أساليب تخطي المشكـلات لدى الأبناء:-
1-معايشة
الوالدين لأبنائهم في مشكلاتهم ومشاركتهم لهم والتعاطف معهم,
واحترام مشاعرهم والإنصات لحديثهم، وعدم تسفيه
آرائهم، حتى يزداد التقارب والألفة بين الوالدين والأبناء.
2-معرفة شخصية الابن ونفسيته ونوازعه مع القدرة على التعامل مع تلك الخصائص والنوازع بتوازن وحكمه وطول نفس.
3-
احترام شخصياتهم والتحدث معهم بالكلام الطيب والتلطف معهم، وإشعارهم بمكانتهم،
وتحميلهم شيئاً من مسئولية الأسرة ، ليشعروا بمكانتهم وأن لهم دوراً فيها، فيزداد
ارتــباطهم بها وثقتهم واعتزازهم بذواتهم.
4-
البعد عن التسلط و السيطرة والقسوة في العقاب.
5- التوازن في التعامل والحذر من التدليل الزائد أو الحماية الزائدة.
6- التوازن في الإنفاق عليه.
فالتربية المتوازنة بلا تسلط و قسوة
ولا تدليل زائد ولا إسراف ولا تقتير هي
التي تنتج الشخصية المتوازنة التي تستطيع التقدم بإذن الله مهما واجهها من ضغوط.
7-متابعة
الأبناء والحذر من الانشغال الدائم المؤدي إلى الإهمـال.
8-الاحتواء النفسي للابن عندما يخطئ وإشعاره بالتقبل.
9-البعد
عن التذبذب والازدواجية في المعاملة.
10-العدل بين الأبناء وعدم المقارنة بينهم ، أو التفريق بينهم في الحقوق
الواجبة لهم بسبب الجنس أو السن أو الصفات الشخصية غيرها.
وأهم أسلوب من أساليب تخطي المشكلات الزوجية ومعالجة مشاكل الأبناء:
الدعاء
ثم الدعاء ثم الدعاء ، سلاح المؤمن باللجوء إلى الله مقلب القلوب،
وكان
من دعاء الصالحين: )رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَ
ذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا( الفرقان 74
خـــــــتــامــاً.
ذكرنا
بعض الوسائل التي عند اتباعها تكون سبباً بعد فضل الله في احتواء المشكلات الأسرية
بين الزوجين أو عند الأبناء :
ومن
أهمها الاستعانة بالله ، والحكمة في معالجة الأمور والتأني في اتخاذ القرارات ،
والتوازن في التعامل مع الأبناء والاحتواء النفسي وحسن التعامل مع الجميع والدعاء
أولاً وآخراً.
نسأل
الله العلي القدير أن يصلح أحوالنا وبيوتنا ويوفقنا لما يحب ويرضى.
وصلى
الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
تعليقات
إرسال تعليق