القائمة الرئيسية

الصفحات

أفكار من كتاب كيف تمسك بزمام القوة القاعدة الثامنة والأربعون

القاعدة الثامنة والأربعون: اتخذ هيئة لا شكل لها

عند اتخاذك شكلاً ما، و امتلاكك لخطةٍ مرئية, فإنك تكشف نفسك للهجوم. فبدلاً من اتخاذ شكل يمسك به عدوك، ابقِ نفسك قابلاً للتكيف، و متحركاً. وتقبل حقيقة عدم وجود شيء مؤكد، وعدم وجود قانون ثابت. فافضل طريقة لحماية نفسك هي أن تكون سائلاً وبلا شكل كالماء. وإياك أن تراهن على الاستقرار أو النظام الباقي الدائم. فكل شيء يتغير.

الطريقة التي يعمل بها العالم سوء بالنسبه للحضارات أو للافراد في مواجهة خشونة العالم وخطره، تطور نوع من الحماية كنظاماً صارماً او طقوساً مريحة. وقد تنجح هذه الحماية على المدى القصير، ولكنها على المدى الطويل تعني كارثة. فالناس الذين يثقل كاهلهم نظام وطرق غير مرنة لعمل الأشياء لايستطيعون التحرك بسرعة ولا يستطيعون الإحساس بالتغيير ولا التكيف له . فتعلم كيف تتحرك بسرعة وتتكيف، وإلا فسوف تؤكل. وأفضل طريقة لتجنب هذا المصير هي اتخاذ هيئة لا شكل لها. لأنه لا يوجد كائن مفترس قادر على مهاجمة من لا يستطيع أن يراه.

والأقوياء ذوو السلطة كثيراً ما يكونون أناساً قد أظهروا في شبابهم قدرة ابتكارية هائلة في التعبير عن شيء جديد بشكل جديد. فيمنحهم المجتمع سلطة لأنه يتعطش لمثل هذا النوع من الجدةِ ويشجعه. وحينما يصبحون محافظين ولديهم نزعة الاستئثار. فلا يعودون يحلمون بخلق أشكال جديدة فتتخثرعاداتهم، ويجعلهم تصلبهم أهدافاً سهلة. ويعرف الجميع حركتهم التالية. فيثيرون السأم.

السلطة لا تستطيع أن تنتعش إلا إذا كانت مرنة في أشكالها. فكونها بلا شكل لا يعني إنها غير منتظمة ولا متبلورة، فانعدام الشكل في السلطة أشبه بانعدامه في الماء، الذي يأخذ شكل أي وعاء يحيط به ومع تغيره المستمر لا يمكن التنبؤ قط. فتأتي سلطتهم من السرعة التي يتغيرون بها، وانعدام شكلهم في عين العدو الذي لا يستطيع أن يرى ما يرمون إليه يؤدي إلى عدم وجود شيء صلب يهاجمه العدو.

وأول المتطلبات النفسية لانعدام الشكل، هي تدريب نفسك على عدم أخذ الشيء على محمل شخصي. وإياك أن تظهر أي موقف دفاعي. فيدرك خصومك أنهم قد اصابوا فيك عصباً حساساً، فيضربون تلك النقطة مرة أخرى وأخرى.

وتصبح الحاجة إلى انعدام الشكل أكبر كلما تقدمت بنا السن، حالما يزيد احتمال تجمدنا على أساليبنا، ونتخذ شكلاً متصلباً أكثر مما ينبغي. فعندئذ يصبح التنبؤ بتصرفاتنا ممكناً. وهذه أول علامات العجز والشيخوخة. وسهولة التنبؤ هذه كثيراً ما تجعلنا نبدو مضحكين. ومع تقدمك في العمر ينبغي أن يتناقص اعتمادك على الماضي. و كن يقظاً، لئلا يحيلك الشكل الذي اتخذته شخصيتك الي أثر قديم. بل يجب أن يتكيف عقلك باستمرار لكل ظرف من الظروف، حتى للتغيير المحتوم القاضي بأن الوقت قد حان للتحرك بإفساح المجال للشباب كي يتهيأوا لصعودهم. وإياك أن تنسى أن انعدام الشكل موقف استراتيجي، فهو يفتح لك مجالاً لخلق مفاجآت تكتيكية وبينما يكافح أعداؤك ليخمنوا حركتك القادمة، فإنهم يكشفون استراتيجيتهم، مما يعطيك ميزة عليهم فتبقى المبادرة في يدك.

تذكر: إن انعدام الشكل أداة. فلا تخلط، أبداً، بينها وبين أسلوب مجاراة التيار، أو الاستسلام الديني المتواكل  لتقلبات الحظ. فأنت تستخدم انعدام الشكل، لا لأنه يخلق التناغم الداخلي المنسجم والسلام، بل لأنه سيزيد سلطتك.

 وأخيراً: فإن تعلم التكيف لكل ظرف جديد، معناه رؤية الأحداث من خلال عينك أنت والإكثار من تجاهل النصائح التي يوجهها الناس إليك باستمرار، والنصائح الحكيمة من كبار السن. فإذا اعتمدت أكثر مما ينبغي على أفكار الناس الآخرين، فسوف ينتهي بك الأمر إلى اتخاذ شكل ليس من صنعك. ذلك أن احترام حكمة الاخرين سيجعلك تقلل من قيمه حكمتك.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات