القائمة الرئيسية

الصفحات

 
سورة مدنية عدد آياتها 286

أسماء السورة المباركة:

البقرة- الزهراء- السنام- الفسطاط.

موافقة أول السورة لآخرها:

-بدأت السورة بأول وصف للمتقين في القرآن {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } 
- وختمت أيضاً بهذا الوصف { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) }
وهذا أيضاً إيمان بالغيب.
- وذلك لأن الإيمان بالغيب أساس الدين، فإن استقر في قلب العبد، اطمأن العبد وسكنت نفسه، وصدق بموعد ربه، وخاف وعيده، وصبر على أقداره، حتى يكون عبداً ربانياً كما يحب الله ويرضى.

المحور الرئيسي للسورة:

الاستخلاف في الأرض بمنهج الله تعالى:
وقد عرضت السورة وبينت هذا الهدف وهذا المنهج بترتيب بديع وتسلسل رائع يصل إلى القلوب والعقول بسلاسة ويسر.

 مواضيع السورة المباركة:

بدأت السورة بتقسيم الناس الى ثلاثه اقسام (مؤمنين، كافرين، منافقين)، مع توضيح صفات كل منهم كما في الآيات ( 12 : 20)

 تجارب الاستخلاف في الأرض:

 التجربة الأولى: عرضت السورة أول تجربه استخلاف في الأرض متمثلة في ابينا (آدم عليه السلام) فكانت بمثابة التمهيد، ومن خلال هذه التجربة تبين لنا الآيات عداوة إبليس القديمة وانه لا يدخر وقتاً ولا جهداً لمحاربتنا وإغوائنا هووقبيله،  فنحن إذاً في حرب شرسة ولا نجاة لنا منها ولا نصر الا بالاعتصام بالله والانقياد لأوامره، واجتناب نواهيه، كما في الآيات {30: 39}.

 التجربه الثانيه: عرضت السورة ثاني تجربة استخلاف في الأرض متمثلة في ( بني إسرائيل)، وبينت كيف أنعم الله عليهم وفضلهم على أهل زمانهم، وجعل فيهم الأنبياء، ووسع لهم من فضلة وعطائة، وكيف قابلوا ذلك (بالكفر والعصيان والجحود) فضيعوا الأمانة وفشلوا في تحمل المسؤولية كما في الآيات {40: 123}

 التجربة الثالثة: عرضت السورة تجربة ناجحة للاستخلاف في الأرض، متمثلة في أبي الأنبياء ( إبراهيم عليه السلام)، فكان نموذجاً صالحاً رائعاً فأدى الأمانة ونجح في المهمة، كما في الآيات{124: 141} 

 إذن: بدأت السورة بالتجربة الأولى للتمهيد وختمت بالتجربه الناجحة لرفع المعنويات، وأتت بينهما بالتجربة الفاشلة لناخذ الدروس والعبر و نتعلم من الأخطاء، ( كان هذا الجزء الأول من السورة).

المنهج والدستور:

ثم جاء الجزء الثاني، يوضح للأمة المنهج بالدستور الذي يسيرون عليه، لتحقيق مهمة الاستخلاف في الأرض، و جاء هذا المنهج و هذا الدستور مرتباً اعلى مراحل مناسباً لأحوال الأمة، ونفوس والطبائع أفرادها على النحو التالي:
1. التميز عن الأمم السابقة والتخلص من التبعية{104،106،141}
2. التوازن والوسطيه في التميز{158}
3. اختبارات عملية للطاعة {142: 150}
4.  تفصيل المنهج والتشريعات:
أ- إباحة طيبات الأرض كلها الا ما حرم الله واستثنى {172، 173}
ب- جنائي {178، 179}
ج- التنبيه على أهمية (الوصية) {180: 182}
د- تشريع تعبدي (الصيام) {183: 187}                 
 هـ- تشريع الجهاد والقتال{190: 195، 216: 218}
و- تشريع الحج{189، 196: 203}
م- تشريع أحكام الاسرة:
- الزواج {221}
 -الإيلاء {226}
- الطلاق {227: 232}
- الخلع {229} عند قوله تعالى {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ...} إلى آخر الآية
 -العدة للمطلقة والأرملة {228، 234}
 -النفقة والمتعة {236، 237، 240، 241}
 -الرضاع {233}
- الحيض {222، 223}
 تأمل معي: تدرجت السورة تدرجاً رائعاً:
 1-تحقيق التميز 
2- التوازن في التميز
3- الاتجاه ليس كل شيء بل القضيه اصلاح شامل والتزام كامل.
4- مفردات الاصلاح الشامل (التشريعات والاحكام)
 وهنا سؤال (لماذا اختلطت التشريعات ولم تكن مرتبة؟) 
تشريح جنائي ثم تعبدي، لم يأت تشريع العبادات منفصلا عن غيره من الأحكام، تأكيداً على شموليه المنهج و وأنه يتناول كل مظاهر الحياة.
 وسؤال آخر (لماذا جاءت أحكام الأسرة متأخرة عن أحكام العبادات؟)
- لانه لابد من إعداد النفوس والقلوب عن طريق الالتزام بالعبادة والتقوى، لتتمكن من تلقى هذه الأحكام بالقبول والانقياد والتيسير الالتزام بها.
- ولذلك تجد هذه الآيات ختمت بتقوى الله، ومراقبته والتذكير بعلمه سبحانه، كما في الآيات {231، 233، 234، 237، 241}
 فالأخلاق والعمل مرتبطان دائماً في شريعتنا.
 ثم عرضت السورة المباركة لنا قصه (طالوت وجالوت)  وهي تحكي عن طائفتين من بني اسرائيل مع الاستخلاف في الأرض، فشلت الاولى من هم في المهمه بسبب (الخوف من لقاء العدو- التولي عند اللقاء- عصيانهم لنبيهم  عليه السلام-  قياس النصر والهزيمة دوماً بالمعايير المادية فقط دون الأخذ في الاعتبار بالمقاييس الربانية الإيمانية).
 ونجحت الطائفة الثانية بسبب (شجاعتها وصدقها وطاعتها وقوة يقينها وتوكلها).
- وهذه القصة السابقة للتأكيدعلى أهميه القتال، لحماية المنهج، وأن الجبناء الخائفين لا يصلحون لحمل المسؤوليه، أداء الأمانة الربانية.
- ثم عرضت السورة المباركة التشريع المالي الاقتصادي، مع بيان بعض تفاصيله والتحذير الشديد من (الربا) لأنه من أكبر الكبائر كما في الآيات {195، 215، 245، 254، 261، 283}


المصدر: كتاب أول مرة أتدبر القرآن
دليلك لفهم وتدبر القرآن

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات