القاعدة السادسة عشر: استخدم الغياب لزيادة الاحترام والتكريم
إن زيادة التداول عن حدة يرخص السعر: فكلما زادت مشاهدتك والسماع منك ظهرت مبتذلاً أكثر. فإذا كانت مكانتك راسخة في مجموعة ما، فإن الانسحاب المؤقت منها يزيد الحديث عنك، وحتى الإعجاب بك. وعليك أن تتعلم متى تغادر.
إن كل شيء في الدنيا يعتمد على الغياب والحضور. فالحضور القوي يجذب إليك السلطة والنفوذ والانتباه- فتشرق أسطع ممن حولك. ولكن هناك نقطة حتمية يصبح عندها الحضور أكثر من اللازم منتجاً لأثر عكسي، فيصبح حضورك عادة مما يقلل احترام الناس لك شيئاً فشيئاً. لذ عليك أن تتعلم كيف تنسحب في اللحظة المناسبة قبل أن يطردك الناس على نحو لا شعوري.
ينطبق قانون الندرة على مهاراتك. فاجعل ما تقدمه إلى العالم نادراً ويصعب العثور عليه. وعندئذ تزيد قيمته على الفور.
استخدم الغياب لخلق الاحترام والتوقير. فإن الغياب يضخم الشهرة إذا كان الحضور يقلل منها. والمواهب تفقد بريقها إذا صارت معروفة لنا أكثر من اللازم.
لا ينطبق هذا القانون إلا عند الوصول إلى مستوى معين من السلطة. ولا تأتي الحاجة إلى الانسحاب إلا بعد أن تكون قد رسخت حضورك، واخلق صورة متميزة يمكن التعرف عليها واستذكارها، ومشاهدتها في كل مكان. وإلى أن تحقق هذه المكانة يظل الغياب خطراً- إذ أنه يطفئ اللهب بدلاً من أن يجعله يتوهج.
تذكر: في البداية لا تجعل نفسك نادراً، بل متواجداً في كل مكان. ذلك أن ما يرى يقدر ويحب هو وحده الذي سيفتقد عند غيابه.
تعليقات
إرسال تعليق