أفكار من كتاب كيف تمسك بزمام القوة القاعدة الثانية والثلاثون

 القاعدة الثانية والثلاثون: داعب خيالات الناس

 كثيراً ما يتجنب الناس الحقيقة لأنها قبيحة وبغيضة. فلا تتوجه إلى الحقيقة والواقع ما لم تكن مستعداً للغضب الذي ينجم  عن الصحوة من الوهم أو السحر. فالحياة قاسية وضاغطة بكربها إلى الناس القادرين علي صنع الأحلام أو استدعاء الخيالات والأوهام يشبهون الواحات في الصحراء. فالجميع يتقاطرون اليهم. إن هناك سلطة كبرى في فتح مساراتٍ لخيالات الجماهير.

 للحصول على السلطة يتعين عليك أن تكون مصدر مسرة لمن حولك، والمسرة تأتي من استغلال حالات الناس. فإياك أن تعدهم بتحسن تدريجي عن طريق العمل الشاق، بل عدهم بالقمر، وبالتحول المفاجىء والعظيم، وبوعاء الذهب.

 لا يستطيع الخيال أن يعمل وحده قط. بل هو يتطلب الستارة الخلفية لما هو رتيب وأرضي دنيوي. إن ضغط الحقيقة الخانق هو الذي يتيح للخيال أن يرسخ جذوره ويزهر.

 إن الشخص الذي يستطيع أن ينسج خيالاً من حقيقة ثقيلة الوطأة يتوصل إلى قوة لا مثيل لها.

 تذكر إن مفتاح الخيال هو بعد المسافة. فالبعيد له بريق وإغراء ووعد، بسيطاً وبلا مشاكل. لذا ينبغي أن يكون ما تقدمه غير قابل للفهم.دع ضحيتك تقترب اقتراباً يكفي للرؤية والتعرض للاغراء، ولكن ابقٍ الضحية على مبعدة تكفي لجعله يستمر في أحلامه ورغباته.