القاعدة السابعة عشر: ابق الآخرين في رعب مقيم: كرس جواً من استحالة
التنبؤ بحركاتك
البشر
أبناء العادة، وفيهم تعطش لا يرتوي لرؤية ما هو معروف ومألوف في أعمال الناس
الآخرين. وإن إمكانية التنبؤ بحركاتك تعطيهم إحساساً بالسيطرة. فاقلب الموائد
وتعمد أن تكون شخصاً يستحيل التنبؤ بحركاته، إذ إن السلوك الذي يبدو بلا تجانس ولا
هدف سيبقيهم بلا توازن. فيرهقون أنفسهم في محاولة توضيح تحركاتك.
لا
شيء يثير الرعب أكثر مما هو مفاجئ ويصعب التنبؤ به. والإنسان هو الكائن الوحيد
القادر على تغيير سلوكه عن وعي وقصد، وعلى الارتجال والتغلب على وزن النمط الرتيب
والعادة. لذ فإن الشخص ذا السلطة يسرب إلى النفوس نوعاً من الخوف بتعمده إقلاق من
حوله لإبقاء زمام المبادرة إلى جانبه. فأنت تحتاج أحياناً إلى الضرب بلا إنذار،
لجعل الآخرين يرتجفون عندما تأتيهم الضربة القاضية من حيث لا يحتسبون.
قد
تعمل سهولة التنبؤ بحركاتك لمصلحتك في بعض الأحايين: فمن خلال خلق أنماط يعرفها
الناس ويرتاحون لها، تستطيع أن تقيم لك ستارة من دخان تكون واجهة تنفذ من ورائها
أعمالاً ماكرة. كما تتيح لك فرصاً نادرة لعمل شيء معاكس للنمط تماماً، فتزعزع
استقرار خصمك بعمق إلى درجة أنه يسقط دون أن تدفعه.
تحذير
إن صعوبة التنبؤ قد تعمل ضدك أحياناً، فهناك أوقات يكون من الأفضل ترك الناس يشعرون
بالراحة والاستقرار حولك بدلاً من إزعاجهم أو إقلاقهم. فإن صعوبة التنبؤ إذا زادت
عن حدها قد يراها الناس علامة على عدم الحسم. فالأنماط قوية، وقد ترعب الناس
بتمزيقها. ومثل هذه القوة ينبغي ألا تستخدم إلا بحكمة وتعقل.
تعليقات
إرسال تعليق