القاعدة الخامسة والثلاثون: اتقن فن التوقيت
إياك أن تبدو مستعجلاً- فالعجله تفضح نقصاً في سيطرتك على نفسك، وعلى الزمن. إظهر صبوراً دائماً، كأنك تعرف أن كل شيء سيكون مرجعه إليك في آخر المطاف. وتحر اللحظة المناسبة وتحسس روح العصر، والاتجاهات التي ستحملك إلى السلطة. تعلم أن تقف على حده عندما لا يكون الوقت قد نضج بعد، وأن تضرب ضربتك بشدة عندما تصل الثمرة إلى النضوج.
لإتقان فن التوقيت يجب أن تتعلم الدروس التالية:
أولاً:أن من المهم الاعتراف بروح العصر. وأن تتوقع التغيرات والمنعطفات وتتنبأ بها. وقد تكون روح العصر غامضة أوغير واضحة أحياناً.فتعرف عليها.
ثانياً: إن التعرف على الحركات الاجتماعية السائدة، لأن اي حركه اجتماعيه قويه تخلق رد فعل قوي. وإن من الحكمة التنبؤ بما سيكون عليه رد الفعل ذاك.
يعتمد الوقت على الإدراك الحسي الذي نعرف أنه يمكن تغييره بالإرادة فهذا هو الشيء الأول الذي ينبغي فهمه في اتقان فن التوقيت والذي تتحكم فيه استجابتنا العاطفية للأحداث.
هناك ثلاثة أنواع من الوقت نتعامل معها.
كل منها ينطوي على مشاكل يمكن حلها بالمهاره والتدريب
أولاً: هناك الوقت الطويل: وهو الزمن الممطوط الذي يجب إدارته بالصبر والتوجيه اللطيف. إن تعاملنا مع الوقت الطويل ينبغى أن يكون في معظمها دفاعياً- إنه فن عدم الاستسلام لرد الفعل المتهور، و انتظار الفرصة. ولكي تمارس اللعبة السلطةعلى نحو أفضل. فأولاً، عندما لا يكون ذهنك منشغلاً بتكدس الطوارئ المستمرة، فإنك سترى مسافة ابعد في المستقبل. والثانية، ستكون قادرا على مقاومه كل طُعم يدلي به الناس امامك. ثالثاً، سينفسيح أمامك مجال لتكون مرناً. وسوف تنشأ حتماً فرص لم تكن قد توقعتها. رابعاً، فإنك لن تنتقل من قضية إلى التي تليها بدون استكمال الأولى. وذلك أن بناء أساس سلطتك قد يستغرق سنوات، لأن النجاح الذي يتم بناؤه ببطء وبثقه أكيدة هو وحده النوع الذي يدوم طويلاً.
وأخيراً، فإن إبطاء إيقاع الزمن سيعطيك زاوية نظر الى العصر الذي تعيش فيه.
ثانياً،الوقت المفروض: وهو وقت المدى القصير الذي نستطيع التلاعب به كسلاح هجومي، فنخلق الاضطراب والخلل في توقيت خصومنا. إن خدعة فرض الوقت، هي إحداث خلل في توقيت الآخرين، وجعلهم ينتظرون، وجعلهم يتخلون عن إيقاعهم ذاته، وتشويش إدراكهم الحسي للزمن. إن جعل الناس ينتظرون هو أسلوب قوي لفرض الوقت، ما داموا غير مدركين لما تهدف إليه. كما ان التاثير المعاكس قوي الفاعلية كذلك: إذ أنك تجعل خصومك يتعجلون. فابدأ تعاملك معاهم ببطء، ثم مارس الضغط فجأة، مما يجعلهم يشعرون أن كل الأشياء آخذة في الحدوث دفعة واحدة.
ثالثاً: وقت النهاية:عندما يتعين تنفيذ خطةٍ ما بسرعه وقوة. أي بعد أن تكون قد انتظرنا، وعثرنا على اللحظة، و يجب أن لا نتردد. يمكنك الانتظار بالقدر اللازم حتى تأتي الخاتمة، ولكن عندما تأتي فإنها يجب أن تأتي بسرعة. استعمل السرعه لتشل خصمك ولتغطية أي أخطاء ترتكبها، ولإثارة إعجاب الناس بها بهالة السلطة والحسم النهائي المحيطة بك.
تعليقات
إرسال تعليق