الحدود والسدود
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
كل انسان يدرك العالم من حوله بطريقته الخاصة فيضع له خارطة في ذهنه، ويرسم له حدود تختلف عن الحدود التي رسمها غيره.
فالعالم في اذهننا هو غير العالم الذي نعيش فيه إن الذي في اذهاننا عالم محدود ومختصر، ولكننا مقتنعون تماما بأن العالم هو ما نراه ونسمعه ونحس به وليس شيء آخر لأن هناك ثلاث عوامل تحد من إدراكنا للعالم وتقييده الحواس- اللغة- المعتقدات والقيم.
١. الحواس: هي منافذ العقل إلى العالم وقنوات الإدراك له. لكن قدرتها محدوده وإمكانياتها متناهيه أي أن لها حدود للحساسيه ندعوها ب(عتبه الاحساس) وكذلك قدرتها على تمييز الفروقات (عتبه الفروقات) وكذلك حدود الاحزمه أو (عتبه الطيف) وهذه الحدود الثلاث تقيدنا ولا نستطيع تجاوزها وفي بعض الأحيان تخدعنا ( خداع الحواس) محدودة الحواس نعمة من الله. إن هذه القدرة من الاحساس لكل حاسة من الحواس الخمس هو القدر المناسب ليجعل حياتنا طبيعية مريحة.
٢. اللغة: وهي الكلام السموع أو المكتوب-
هناك ثلاث عيوب تتعلق بطريقة استخدمنا اللغة يؤثر في اداركنا وفهمنا للعالم:
١. التعميم: يقلل من الدقة التي ندرك بها العالم.
٢. الحذف: ينقص من إدراكنا للعالم ولكننا نمارسه بطريقة لا واعية.
٣. التشويه:رسم يعبر عن مجسم أو كلمة مجردة لا يستطيع دماغ الانسان أن بتصوره.
للغة أثر كبير على إدراكنا للعالم، لأننا نتلقى أكثر المعلومات في حياتنا عن طريق اللغة سماعاً أو قراءة. وكذلك نعبر باللغة عن أفكارنا ومشاعرنا. وأي خطأ أو نقص يشوه إدراكنا للعالم أو يحده.
٣. المعتقدات والقيم: المعتقدات تحد من إدراكنا للعالم، وله أكبر الأثر في حياتنا سلباً أو إيجاباً. فيضع الإنسان لنفسه حدوداً وقيوداً بسبب ما يؤمن به. ويمكننا توسيع تلك الحدود ورفع تلك القيود إذا غيرنا نظام الإيمان والاعتقاد لديه.
وكذلك القيم تحد من إدراكنا للعالم. وهي ما نعتبره أمور هامة ونطلب من الآخرين الإلتزام بها. ولهذه القيم مراتب ودرجات بعضها أهم من بعض في بناء هرمي تكون في قمته أهم القيم ثم تليها الاقل أهمية ثم الاقل وهكذا، وإذا تغيرت مواقع هذه القيم بالنسبة لبعضها صعوداً أو هبوطاً فإن خراطة العالم في الذهن تتغير تبعاً لذلك. فتتسع أو تضيق حدود العالم بحسب نوع التغيير في هرم القيم.
تعليقات
إرسال تعليق