الفصل السابع: التمسك بالقيم في حياتنا
عندما تصبح الحياة وسيلة مناسبة للتعبيرعن قيمنا فإننا نقدم للعالم أعظم ما في الدنيا من اسهامات، وكذلك تشعر بالحماس لبدء عهد جديد وبحالة مع السكينة مع النفس، من خلال التركيز على ثلاث مجالات هي:
١. القيم. ٢. تغيير الحياة. ٣. التأثير.
من المهم أن تعيد النظر في قيمك مع مرور الوقت لأنها تتبدل وتتغير كرد فعل لتطورك، ونتيجة لتغير ظروف حياتك. وبعد التأكد من صحة القيم الأساسية التي تؤمن بها، عد مرة أخرى إلى تغيرات الحياة التي اخترت القيام بها. وبعد فحص التغيرات أسأل نفسك ما هو شعورك؟ هل ما زالت هذه التغيرات التي تحتاج إليها كن موفق حياتك مع قيمك؟ فإذا وجدت إن قيمك لم تعد تناسبك، ورغبت في تغييرها، فكيف يمكنك ذلك؟
كثيراً ما نحاول إحداث تغييرات كبيرة في حياتنا كرد فعل عن أي شيء آخر لم نستطع أن نحقق فيه نجاحاً. وعندها ينتج أحد أمرين:
١. أما أن ندفع أنفسنا للفشل مباشرة.
٢. ونختار اتجاهاً ينتهي إلى فشل مؤقت أو جوهري.
عندما تقيم علاقة قوية مع نفسك فإنك تتخذ خيارات ذكية في حياتك تنبع من مكان أعمق وأصلب مما يأتي بإنجازات طيبة ومناسبة.
اتخذ إجراء! أعد النظر في تغيرات حياتك
استعرض التغيرات الرئيسية التي اخترتها ثم ادخل عليها التعديلات اللازمة ولا تنسى وضع جميع جوانب حياتك في الاعتبار. وبعد التعرف على قيمك وتغيرت حياتك التي تحتاج إليها، فقد حان وقت التنفيذ والأحداث ذلك استخدم عملية بسيطة مكون من ثلاث خطوات:
١. شحذ أفكارك لإيجاد طريقة لتنفيذ الخطة.
٢. توقع العقبات والتغلب عليها.
٣. التنفيذ.
شحذ أفكارك لإيجاد طريقة لتنفيذ الخطة
دون عشر افكار تحت التنفيذ. فقد تشعر بالضيق الشديد والخوف بسبب أن التزامك بقيمك قد يمثل مخاطرة. فستمدك جلسة شحذ الأفكار التي تعقدها مع الأصدقاء. بالأفكار الجديدة والمصادر العظيمة والكثير من الطاقة للبدء. فإما أن تدعو مجموعة كبيرة من الناس دفعة واحدة كي يشحذوا لك أفكارك، أو تدعوا مجموعة صغيرة (٦ - ٨) أفراد كي يستفيد كل منهم من الجلسة. أجعل من شحذ الأفكار مثمرة مرحة. وتأكد من انتفاع جميع الحاضرين في الجلسة. وأسأل كل منهم أن يذكر مطلباً ما يحتاج فيه لشحذ أفكاره.
أوجد خطة التنفيذ
بعد أن جمعت أفكارك من خلال جلسة شحذ الأفكار استعرضها واختر منها خطوات للتنفيذ. فإذا شعرت بالقلق بشأن إحراز تقدم ما. أختر خطوات سهلة. أما إذا كنت تريد بداية قوية فعليك اختيار خطوات أكثر تحديداً. بعد التأكد من دقة هذه الاختيارات وفاعليتها. وذلك من خلال اختبار قدراتك ومشاعرك وآراءك.
اتخذ إجراء! توقع العقبات وحاول التغلب عليها
قبل الأقدام على التنفيذ فإنك تحتاج إلى وضع خطة للنجاح. وتوقع أي عقبات قد تعترض طريقك ويمنعك من التقدم وعليك التغلب عليها قبل حدوثها. عند وضع الخطة أطرح على نفسك الأسئلة التالية:
ما الحواجز التي قد تعترض طريقي؟ ما الشيء الذي أخشاه في ذلك الأمر؟ ما الذي احتاج إليه كي أدفع نفسي للنجاح؟ دون إجاباتك ثم قرر بعد ذلك الإجراءات التي تحتاج إليها.
اتخذ إجراء! أكتشف العائق الحقيقي الذي يمنعك من فعل ما تريد من المهم أن تحدد العائق الحقيقي الذي يقف في طريقك كحجر عثرة مقابل ذلك الحاجز الظاهري. فأحياناً نهتم بالأشياء العادية وننسى تحديد الأهتمام الحقيقي. ما الشيء الذي تهتم به حقيقة وتقلق بشأنه؟ انظر في إجاباتك حول العقبات المحتملة، ثم أسأل نفسك الأسئلة التالية:
هل هذه العوائق هي الحقيقية أو أنها مجرد ستار يكمن وراءه شيء أخر؟ هل هناك شيء وراء هذه الاهتمامات؟ ما الذي يحدث حقيقةً.
طوع شجاعتك
هناك العديد من العقبات التي قد تحول دون إتخاذ الخطوات اللازمة للتركيز على القيم يعد الخوف أول تلك العراقيل لكن أبدأ في بناء شجاعة وقوة يقلل من حجم المشكلة. إن حالة القلق التي ينتابنا عند الشروع في أمر جديد سوف يستمر معنا، وقد يسوء ويزداد بمرور الوقت، لكن مع كل خطوة إيجابية في الطريق الصحيح تقوي شجاعتنا وتزداد- كذلك الإثارة لتعادل الخوف. فأي نجاح تحققه سوف يزيد من حماسك وتقدمك نحو الهدف بسرعة، وإنجاز أهداف أكثر تحديداً. أحياناً نطلق الخوف على معوقات أخرى لعدم توفر المشجعين الذين يؤمنون بك ويدعمونك، أو وجود شخص متشائم في حياتك. فعند بدء التغير ينبغي عليك حماية رغباتك بطلب مدروس مسبقاً من أجل الإنصات إلى الأفكار الإيجابية التي تسبق تنفيذها. فإذا كان لديك من يثبط عزيمتك ويحبطك فعليك إتخاذ الخطوات اللازمة للدفاع عن نفسك ولا تهدر وقتك في محاولة إقناعه بفاعلية خطتك لأن هؤلاء الأشخاص يستمدون طاقتهم من الصراع.
اتخذ إجراء! استخلص الحقائق
لتجنب الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآخرون أجمع المعلومات من الذين حققوا ما تصبو إليهن للمضي قدماً في حياتك بسهولة ويسر، وذلك بتوفير ثروة هائلة من المعلومات حول الموضوع الذي تقوم به. وأجلس مع نفسك ووجه لها بعض الأسئلة:
ما شعوري نحو المعلومات التي جمعتها؟ هل ما زلت أرغب في الأقدام أم لدي بعض التحفظات؟ كيف يمكنني الاستعداد لذلك نفسياً وبدنياً؟ بناء على هذه المعلومات هل هناك مجال أخر أرغب في دراسته؟ هل أحتاج إلى التحدث مع أحد آخر؟ ومن هو ذلك الشخص؟
اتخذ إجراء! بادر بالتحرك
بعد أن اتضحت لك قيمك ووضعت خطوات التنفيذ التي تناسبك، وبعد تحديد العوائق المحتملة ومواجهتها، وراجعت خطتك بادر بالتحرك. أولاً حدد المجال الذي ستكون خطة العمل مستخدماً في ذلك تدوين التالي الذي يساعدك على مسايرة التقدم: (العمل - المدة الزمنية - معلومات أعمال إضافية - الموعد النهائي). عند المضي في تنفيذ هذه الخطوات على نحو جيد ضع علامة أمام كل منها أو دون أي صعوبات إضافية. إن هذه العملية ليست بالغة الصعوبة كما تظن. فبمجرد أن تحدد إحتياجاتك يتسنى لك تنفيذها. فكل ما في الأمر هو أن تتعود على إعادة تقييم أعمالك، وتعود إلى خانة العمل وتستعرض ما قمت به خلال الأسبوع. فمن فوائد هذا العمل إنك ترى ثمرة عملك عن طريق إعادة تقييم خطوات عملك، وتتبع خطوات التقدم، سيحفز نفسك للمداومة على العمل وتنفيذ الخطط التزم بعمل واحد على الأقل كل أسبوع، ولا تسمح لأعمالك أن تشغلك عن تقيم عملك وذلك بتقسيم الخطوة الكبيرة إلى خطوات صغيرة وذلك بهدف أن تبذل كل ما في وسعك كي تتقدم وتتمسك بكل ما تؤمن به من قيم في حياتك. وعندما يتعذر عليك القيام بشيء معين فذلك إشارة لك بوجوب طلب مساعدة الآخرين. وعليك أن تتوقع حدوث الكثير من الأخطاء فهذا نتاج لحياة طويلة من النمو والارتقاء من التجارب والخبرات. وعندما تبدأ في خوض تجربة ما، فمن المتوقع أن تغير من اتجاهك فجأة في نقطة معينة من تلك التجربة وعليك أن تستفيد من الأخطاء وتتجنبها في الخطوة التالية.
وأخيراً عندما تشرع في جعل القيم محور حياتك فإنك تحظى بدعم إلهي فتبدأ تتفتح لك الأبواب.
تعليقات
إرسال تعليق