الفصل الثالث: الإرادة والنجاح
إن الذي يريد أن يرتقي إلى منزلة رفيعة وهو غير موهوب بالصفات التي تؤهله لها يؤذي نفسه أكثر مما ينفعها. وكذلك من أراد شيء وهو غير مستعد له.
إن لكل نوع من أنواع النجاح مؤهلات خاصة. وتلعب القوى النفسية الخارقة دور كبير في تكوين هذه المؤهلات.
اثبتت الدراسات الحديثة إن الارادة قد تعرقل سبيل النجاح أحياناً، وأن الذي يستعمل ارادته في كل الأمور قد يسيء إلى نفسه من حيث لا يدري. ويعرف هذا بقانون " كوية" ( الجهد المعكوس) وينص على :
" إذا سيطرت فكرة على شخص بحيث أصبحت متغلغلة في أغوار عقله الباطن فإن كل الجهود الواعية التي يبذلها ذلك الشخص في مخالفة تلك الفكرة تؤدي إلى عكس النتيجة التي يبتغيها منها. لإنه في حالة تعاكس الإرادة والمخيلة، تزداد قوة المخيلة في إنتاج العمل غير المرغوب فيه بشكل تصاعدي، حيث يتناسب طردياً مع مربع قوة الإرادة " الخيال = (مربع قوة الإرادة )" ( إن الشخصية الناجحة هي التي تتخيل النجاح الذي تريده لا "أنتم ناجحون")
للأسف فإن معظم المربون يربون أبنائهم على التناقض بين الإرادة والتخيل، من خلال الكلمات السلبية التي يكررونها على مسامعهم، واستمرار الوعظ والمقارنات وتحريضهم على تقليد الغير، بغض النظر عن رغباتهم أو استعداداتهم، فيجعلون منهم أمساخ. لأنهم يحاولون التقليد إرادياً. ولكن هناك نوع من التقليد وهو محمود وضروري وهو التقليد اللإرادي حيث تدخل الصفة المقلدة في تركيب الشخصية وتتلون بلونها إذ تصبح جزء منها. حيث أن الكلمات التي نرسلها على البديهة تنغرس بعد تكرارها في اللاشعور وتصبح قوية الأثر في مصيرنا من حيث لا ندري.
إن عقدة التدقيق ( الوسواس ) من أكبر عوامل الفشل في الحياة، فصاحبها لا يستطيع أن يقوم بعمل إلا بصعوبة لأنه يسعى إلى الكمال في عمله.
وإن الكمال في كل شيء مستحيل فمن طبيعة الحياة النقص، ولكي تسعى في سبيل هذا النقص فلا تقف.
فالإنسان الناجح يكون أثناء عمله في غاية الهدوء والاسترسال مما يقلل من إحتمال خطئه.
أما المبدع ينغمر في عمله ويذوب فيه إنه لا يريد النجاح في عمله ولا يقصد الكمال في أدائه، فهو حين يعمل يصبح جزء من العمل يسير مناسباً على سليقته.
و العبقري هو من يستطيع أن يكون قوي الإرادة وشديد العزم متى شاء، وأن يكون كسولاً متراخياً عند الحاجة.
تعليقات
إرسال تعليق