الفصل الثالث: كف عن إخفاء قوتك
ما القوة الحقيقية
هي الطاقة الروحية التي تتولد لديك من العيش بشخصية مستقيمة ومن ترتيبك لأفكارك وأقوالك وتصرفاتك مع أعمق جزء في نفسك وهو الروح. وجوهرة التنمية الشخصية الروحية يدور حول إيجاد هذه الاستقامة. اغلبنا يعتقد أن القوة هي امتلاك الثقة والطاقة والشجاعة لفعل ما نريد في حياتنا. وهي في الواقع تنشأ كنتيجة لاستقامة الشخصية. عندما تستمر في أداء واجبك الديني من خلال تنميتك الروحية والشخصية والاستماع إلى حكمتك الداخلية بإهتمام سوف تبدأ تحيا بشكل أكثر توافقاً أثناء إظهار العمل الداخلي إلى العالم الخارجي وتقوية هذا الأساس فإنك سوف تترك العادات التي تمنعك من إظهار هويتك الشخصية فتكف عن إخفاء قوتك.
لماذا نخفي قوتنا
لقد شاهدنا إناساً كثيرين يخربون نجاحهم دون وعي عن طريق اتخاذ أو عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أحلامهم. فنحن نخفي قوتنا لأسباب عديدة منها الرسائل السلبية التي تلقينها بأن نكون متواضعين وغير غامضين. فرغم أنها صفات جيدة إلا إننا لو نظرنا إليها بشكل متشدد فإننا سنخفي العطايا والمواهب التي حبانا الله بها، ومهما يكن سبب إخفائك لقوتك فالأهم هو ما تفعله الأن للأنصراف عنه.
كيف تخفي قوتك
ما السبل التي تسلكها التقليل من شأنك أو الحط من قوتك ومواهب أو منعك من فعل شيء ما، تنقسم هذه السبل إلى ثلاث أقسام هي:
١. أفكارك - طريقة تفكيرك.
٢. أقوالك - ما تقوله لنفسك وعن نفسك.
٣. أفعالك - ما تفعله أو لا تفعله.
كل شيء يحدث في حياتك يتصل مباشرة بالأفكار التي تشغل عقلك والألفاظ التي تتفوه بها والأفعال التي تقوم بها فعندما تتوافق مع قيمك فإنك بهذا تحقق أقصى استفادة لقوتك. عندما تدرك الأسلوب الذي تحيا به قوتك بتغير سلوكك تلقائياً وحينها تشعر بتحسن وتشرع في إجراء اختيارات تفرض الإحترام ويرفع معدل ثقتك واحترامك لذاتك وللآخرين.
كيف تفكر
تذكر أن أفكارك توجه مسيرة حياتك ولذا فإن ما تركز عليه باستمرار يلعب دور أساسياً فيما يحدث في عالمك المادي وإذا جعلت عقلك يركز على الأفكار السلبية فستنمو لديك تجارب سلبية وأهم طريقة للتعبير عن قوتك تكون باستخدام عقلك بحكمة. فاغلبنا قد تعرض للتوبيخ والانتقاد فيما يتعلق بالذكاء في بداية حياتنا مما يعيق شعورنا بالخجل الذي ينتابنا وسريعاً ما يحدث اندماج لهذه الرسائل الانتقادية التي استوعبناها وجعلها جزء من أنفسنا وبالتالي نبدأ في مراقبة أفكارنا وسلوكنابعين انتقادية وتظهر الأحداث الماضية التي شعرنا فيها بالإهانة والخجل في مرحلة الشباب تعوق قدوتنا على استخدام المواهب والعطايا الخاصة بنا دون تردد. ومما يثير الإهتمام إنه كلما كان الشخص موهوب أو مبدع قوي صوت ناقده الداخلي.
الناقد الداخلي يتولد عن الأصوات الانتقادية الداخلية التي تذكرنا دائماً بأخطائنا وعيوبنا. ومن الممكن أن تستخدم ناقدك الداخلي كلمات مختلفة، ولكن الفحوى والتأثير دائماً نفسه فإذا سمحت لهذه الأصوات أن تستحوذ عليك فسينتهي بك الأمر إلى أن تحيا حياة مقيدة وكئيبة.
اتخذ إجراء! أرصد الأفكار التي تخفي قوتك
إلى أي مدى يؤثر تفكيرك في قدرتك على استخدام قوتك؟ لكي تكتشف ذلك أرصد أفكارك عن يوم واحد في دفتر ملاحظاتك وضعه بجانب سريرك وفي كل مكان معك ثم توقف في أوقات عشوائية لتلاحظ ما يجري في عقلك وتدوينه دون إصدار حكم على هذه الأفكار. وفي نهاية اليوم راجع ما دونته واحصي نسبة الأفكار الإيجابية والأفكار السلبية.
اتخذ إجراء! ضع قائمة بالأفكار التي تخفي قوتك
راجع دفتر ملاحظاتك وضع قائمة لأكثر عشرة أفكارك انتقادية لتعي أن هذه الأفكار تعوق قدرتك على الشعور بالثقة والقوة، وسيختلف الأمر كثيراً.
أنتبه لما تقوله
غالباً ما تترجم الأفكار التي تجوب بخاطرنا إلى تلك الكلمات التي نتحدث بها وتلعب الكلمات التي نختارها دور مهماً في كيفية زيادة أو تقليل ثقتنا بأنفسنا واحترام ذواتنا. ويجب أن ندرك إن الكلمات التي تستخدمها تتطلب الإحترام والاهتمام..هناك العديد من العبارات التي تستخدمها دون وعي تحد من قوتنا منها. (أنا اعتقد) يشعر كثير من الناس بالأمان عند قول أنا اعتقد بدل (أنا أعرف). لكن تعلم قول الحقيقة عن اقتناع يزيد من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك. وكذلك (سأحاول) كلمة مرنة وطريقة ملائمة للتملص من الإجابة على سؤال محرج وبالطبح هناك أوقات تكون مشغول أو متردد ولكن من الأفضل أن تقول ( أنا لم أتأكد بعد). عليك أن تتخذ موقف قوي - وقل نعم أو لا. و(أنا أسف) الاعتذار عن الأشياء التي لا تستطيع القيام بها لا يستنفد طاقتك فحسب بل يعوق قدرتك على تنمية المهارات التي تمكنك من إجادة اللعبة.
اتخذ إجراء! حدد اللغة التي تخفي قوتك
ما الكلمات أو العبارات التي تستخدمها لإخفاء قوتك، أمسك قلمك وتفكر ملياً في هذه الأسئلة - ما الذي يقلل من شأنك؟ ما الكلمات التي تستخدمها لتضعف آمال الآخرين؟ هل تقلل من اهميتك؟ كيف؟ - وأسأل أصدقائك المخلصين ليخبروك الحقيقة دون تعليق أو نقد.
ما الذي تفعله أو لا تفعله؟
لقد تربت لديك عادات تدعم التفكير السلبي، وهذه التصرفات تشمل سلسلة كاملة تبدأ من الإفراط في الأكل... وغيرها، لتضيف تفاصيل غير الحقيقة عنك. فأي شيء تفعله ويقلل من شأنك في نظرك يضعف من قوتك. وكذلك مظهرك الخارجي الذي يبدو للآخرين - فلا تنقص من قوة مظهرك في مساعدتك على التعبير أكثر عن ماهيتك الحقيقية.
ما الأشياء التي تفعلها
قد يلجأ بعض الموهوبون الذين يشعرون إن موهبتهم عبء ثقيل عليهم إلى المماطلة ويشعرون بأنهم غير قادرين على تحمل مسؤولية العمل بالفعل، وقد يلجأ البعض إلى التعبير بشكل غير مباشر عما يريده أو يحتاجه- أو يلجأ إلى الثرثرة أو الانشغال ولا يجد وقتاً ولا طاقة لتنفيذ أولوياته القصوى.
استعد قوتك
إن ادراكك لكيفية إخفاءك قوتك هو الخطوة الأولى نحو تغيير سلوكك.
درب عقلك
إن الأفكار التي تشغل بالك ذات تأثير قوي على طبيعة حياتك وعندما تحكم السيطرة على عقلك عن طريق دمج هذا التفكير في حياتك اليومية والقيام ببعض الممارسات البسيطة لتعلن عن امتلاك لقوة إبداعية تشكل بها حياتك.
اتخذ إجراء! غير تفكيرك
إن تدريب عقلك يضمن لك الاستخدام الحكيم لقوتك. ولكي تحدد نوعية أفكارك عليك الاهتمام بمشاعرك، دائماً ما تتبع مشاعرك اسلوب أفكارك، توقف وأسأل نفسك في اللحظه التي ينتابك فيها شعور بعدم الانسجام؛ هل تفيدني طريقة التفكير هذه؟ إذا لم تكن تلك الطريقة تدعم صحتك الانفعالية فغير أفكارك على الفور. فبدلاً من محاولتك لإكتشاف السبب وراء شعورك بسوء حالتك وبكل بساطة ركز على طاقتك لرفع مستوى أفكارك إلى مستوى الصحة والسعادة الذي يفيدك.
اتخذ إجراء! تصالح مع ناقدك الداخلي
الخطوة التالية لتدريب عقلك هي عقد للصلح مع ناقد الداخلي بإحدى الطريقتين لتطويع طاقته وحكمته لصالحك.
١. إجراء حوار كتابي مع ناقد الداخلي بمجرد سمع ضجيجه. استعن بالأسئلة التالية لبدء الحوار.
ما الذي يخيفك؟. وما الذي يمكنك تعليمه لي؟ وبمجرد البدء في الحوار وتستمتع لناقدك بشفقة أصبحت قادراً على إكمال الحوار الذي يتسم بالايجابية.كلما كان الصوت الداخلي انتقادياً فهذا يعني إنه يحاول اخبارنا بمعلومات هامة. فلكي تعقد الصلح تحتاج إلى الاستماع إلى حكمة هذا الصوت. نجد ان ٩ - من ١٠ رسائل من ناقدك الداخلي ترتكز على الخوف. والحوار يحتوي ناقدكرفي مسيرتك الإبداعية وحينها يبدأ في تقييمك بدل من العمل ضدك.
اتخذ إجراء! كون حليفاً داخلياً
٢. كون حليفاً داخلياً ونمى صوته جيداً ليصبح قادراً على إسكات الناقد الداخلي-لتكوين حليف داخلي، اعد قائمة من البيانات ااتي تدعمك - ابدأ بتحديد الخصال الشخصية التي تفخر بها والتي تدعم استخدام قوتك مثل "أنت كريم وعطوف وقوي ولديك روح جريئة" وأطبعها بخط واضح وضعها في مكان يمكنك رؤيتها كل يوم لتثبيت صوت حليفك الداخلي بأمان في عقلك.
كلما اعتمدت على حليفك الداخلي أصبحت أقوى واقدر على مواجهة أي ظروف يحيط بها الخوف.
انتبه لكلماتك
في هذا الأسبوع انتبه إلى عدد المرات التي تستخدم فيها كلمات تقلل من قوتك واستبدل كلماتك القديمة بكلمات جديدة قوية.
تصرف بطريقة جديدة وتخلص من تصرفاتك القديمة
عند تغيير سلوكك قد تشعر بالضيق، عليك تكذيب هذا الشعور من البداية حتى لا يتملكك. وتستطيع أن تبدأ عملية التغيير عندما تعي إن التصرفات التي تتخذها أو لا تتخذها تستهلك قوتك. تحد نفسك وغير من طريقة تصرفك بأسلوب بسيط كل يوم. وابحث عن مكان هادئ لتخطط ليومك وخصص ساعة من اليوم لفعل ما ترغب فيه تماماً وكن صبور ورحيم مع نفسك فهذه التغيرات لن تحدث في يوم وليلة.
اجمع وسائل قوتك معاً
وذلك بوضع خطة عمل تحفزك على تغيير أفكارك وأقوالك وأفعالك
تعليقات
إرسال تعليق