بناء العقل - ٢
من أجل الإبداع:
إن كل طالب بحاجة إلى أن يكون مبدع، لذلك سوف نتعامل مع سمات الإبداع على إنها أشياء يمكن غرسها، وليس فقط خلقة مورثة. وفيما يلي بعض الملاحظات في هذا الشأن:
١.إشعار الطالب بأنه مهم لأهله ومعلموه وأنهم يعقدون عليه الآمال. ويمكن استغلال الفرص للتعبير عن ذلك، وقرن الثناء بالحث على التفوق. لتعزيز ثقته بنفسه، وتوسيع الطموحات، وخوض التجارب.
٢. أن كثرة الأعمال الإبداعية تعتمد على القدرة على التفكير المركز والذي تشغيل العقل فترة طويلة من الزمن في مشكلة واحدة، وهذا لا يعني الجلوس في مكان هادئ، وحصر النفس والذهن على نحو كثيف في مسألة ما وهذا غير صحيح، وإنما نحتاج إلى بقاء ما نرغب في الوصول إليه في دائرة الاهتمام فترة طويلة من الزمان، وكلما حصلنا على أفق أو ملمح قمنا بتسجيله لننسج في النهاية من مجموع ما حصلنا عليه الفكرة أو النظرية المنشودة. لذا يجب أن يكون الوقت الذي يحدد للطالب لإنجاز فكرة معينة أكثر من كاف،، مع المتابعة والتحفيز أثناء ذلك.
٣. أكبر مشكلة تحول دون استمرارنا في أعمالنا هي مشكلة الإخفاق والتعثر. لابد أن نبذل جهد في تغيير مفهوم الإخفاق عند الطلاب، لإن ذلك سوف يكون ذا أثر جوهري في تغير السلوك وردود الأفعال، إن الإخفاق يعني نتائج غير جيدة أو عدم إتقان المقدمات والوسائل. وأن في العالم الكثير من الناجحين أخفقوا في محاولات عديدة، لكنهم لم يقنطوا، وإنما علموا إنها طرق مسدودة أو خاظئة فتقربهم من الفوز والنجاح دائماً. إن الناجحين لا يخشون من الأخطاء، ولكنهم يحاولون ألا يقعوا في الخطأ الواحد مرتين، لذلك يناقشون أسبابه، ويضعونه في دائرة الوعي حتى لا يتكرر منهم مرة أخرى.
٤. يتمتع الشباب بخيال جامح، ويخطر للواحد منهم الكثير من الأفكار التي يظن إنها ذات قيمة كبيرة، وهذا شيء إيجابي في حد ذاته، ولكن عدم الوقوف عند بعض الأفكار يسبب لهم الإحباط كما انه لا يكسبه الخبرة التي تمكنهم من امتحانها ومدى الاستفادة منها، لذا يجب حثهم علي أن يتعاملوا مع هذه الأفكار بجدية من خلال عرضها على معلميه وزملائه، ومناقشتها معهم مما يساعد في تنظيمها وصياغتها، مما يمنحها النضج والمعقوليه لتخضع للاختبار والمحكمة، وتطبيق مايقبل التطبيق منها لأن التطبيق وحده هو الذي يكشف عن جدوى الفكرة (الفكرة العلمية) وتجسيدها في منتج، أما الأفكار الغير قابلة للتطبيق، نشجع الطلاب على إلقائها في محاضرة أو حلقة بحث، لأن نشر الأفكار يعرضها للنقد، الذي يساعد على تنقيتها وتصحيحها.
٥. يميل الناس إلى التصرف في رغباتهم بعيداً عن القيود ولكن البشريه مدينة إلى حد بعيد تقدمها ورقيها لما استحداثه من تنظيمات في المجالات المختلفه ورغم الإبداع عبارة عن بوارق فكرية خاطفة، لذلك لابد من توفير شروط لتجسيد الإبداع في أشياء ملموسة: تنظيم البيئة، من تخصيص وقت للقراءة والاطلاع، وقت للتأمل والتفكير، ووقت للنقاش، ووقت لإجراء التجارب والمراجعة. كثير من الذين يتمتعون بإمكانات إبداعية لا يستفيدون منها لأنهم لم يهيئوا البيئة التي تتفاعل معها. على المدرسة توعية الطلاب بأهمية تنظيم حياتهم الشخصية والتعليمية.
٦. إن العالم كان على مدار التاريخ يتقدم من خلال الأزمات أكثر من تقدمه من خلال الرخاء، التحديات التي يواجهها الطلاب هي التي تصلب روح عند المقاومة لديهم و تستنفر الطاقات الهاجعة وتحثهم على المزيد من بذل الجهد.
٧. يشكل الفضول المعرفي والتساؤل أساس مهماً في بناء العقل. لذا فإن المبدعون يمتازون بأنهم لا يقبلون كل ما يسمعون على علاته، إنما يحاولون تقيمه والبحث في تناقضاته وثغراته. وعلى المعلمين أن يعملوا على تنمية الحس النقدي لدى الطلاب، وتشجيعهم على القاء الأسئلة المختلفة، مع توضيح ان إلقاء الأسئلة فن يدل على مستوى فهم صاحبها، وعلى المعلم ان تكون اجاباته مفتوحه كثيرا لمزيد من الاسئله ولا تكون الاجابات مغلقة وعلينا تنمية ملاحظة الطلاب وإثارة اهتمامهم بالتفاصيل لانه يساعد على إظهار الذهنية المتفوقة وينميها.
٨. لا يصبح الإنسان مبدعاً إلا إذا تمتع بقدرة جيدة من المرونة الذهنية. والذي يتصف بهذه المرونة يستجيب المعلومات الجديدة ويتفاعل معها، يجب ان نوضح للطالب إن الإنسان الحصيف لا يستسلم للمعلومات القديمة أو الجديدة إذا ما توفر أحدث منها، بشرط قبول المختصين له، واعتبره ناسخاً لما سابق. إن المرونة تعني القدرة على النظر من زوايا مختلفه، ورؤية الإيجابيات والسلبيات والتفريق بين المقدمات والنتائج.
تعليقات
إرسال تعليق