المقدمة
حين نركز اليوم على ضرورة رفع سوية التعليم وتحسين مستوى الدارسين في المدارس والجامعات، فإننا نأخذ بعين الاعتبار إننا نعيش في عالم مفتوح يمور بالتواصل والتأثير والتأثر المتبادل. وإن ما تقدمه مدارسنا من تربية وتعليم وتدريب يجب أن يرتقي بأبناءنا وتحسين موقعهم في تبادل المنافع مع الشعوب المتقدمة.
ويمكن ان نستجلي أهمية الارتقاء بالتربية والتعليم من خلال المفردات الآتية:
١. إن فهم الإسلام والتفاعل مع مبادئه وأطره وآدابه، لا يتم في الحقيقة من غير امتلاك درجة جيدة من الرقي الفكري والثقافية والشعور، لتحرير العقل من الخرافات والارتقاء باهتمامات الإنسان وقيادة الذات من خلال السيطرة على الرغبات، وتأسيس علاقات إجتماعي تقوم على الرحمة والتعاون. وكل هذه المعاني تحتاج إلى وسيط ثقافي معرفي (التعليم) لتمثيلها.
٢. التقدم العلمي والتقنية الذي يشهده العالم أعطى للتعليم أهمية إضافية، لأن كل المعادلات تصب في صالح كل ما هو صناعي ومكتسب، مما قلل من أهمية الثروات الطبيعية. وهذا يعني إن الأمم التي تعلم وتربى وتدرب بطريقة أفضل هي الأمم المرشحة لأن تتبوأ القمة.
٣. صار من مسؤولياتنا الكبرى أن نسعى إلى ترويض أنفسنا وأسرنا وطلابنا على استخدام المنتجات التقنية الحديثة فيما يعود علينا بالنفع، وذلك لأن كل منتجات الحضارة قابلة لأن تستخدم بطريقة ترقى بالإنسان، وتدفعه نحو الأمام، كما نها قابلة لأن تستخدم على نحو يجلب له الانحطاط.
٤. إن الإنسان الحديث صار أشبه بمخلوق عجيب ينمو جسمه على نحو سريع لكن ضميره وخلقه وإرادته وقدرته على التحكم برغبته تحكم برغبته في حالة من التجميد او التراجع، أصبح خارج السيطرة وتصرفاته من غير معنى ولا هدف. لذا فإن على مؤسساتنا العلمية بكل مراحلها أن تجعل من أهدافها الأساسية تزويد الطلاب المزيد من الفهم والحكمة والبصيرة بنوعية الاستجابات التي ت ينبغي أن تصدر عنهم في مواجهة مغريات الحضارة وتحدياتها.
٥. إن الذي يصنع الفرق في أحاسيس الناس واستجاباتهم تجاه الفرص والتحديات هو العلم وحده.
إن التعليم يوصل المتعلم إلى الهداية ويوفر له فرص العمل، والتلاؤم مع هذه الفرص والفوز بها.
تعليقات
إرسال تعليق