قيم أساسية
تشكل القيم التي نحملها ونكن لها الإحترام والتقدير القاعدة التي يقوم عليها السلوك لذلك لابد من نقاء القاعدة القيمية ووضوحها. إن مستقبل المسلمين جميعاً متوقف على مدى تشكيل القيم والأخلاق الاسلامية لسلوكنا ومواقفنا وقدرنا على تنظيم ردود أفعالنا، وانه لا يعادل صحة تلك القيم سوي فاعليتها وحضورها في تفاصيل حياتنا. أفضل وسيلة لترسيخ القيم هي عندما يتشربه الصغار عن طريق الاحتكاك والمعايشه مع الكبار والعدوى الروحية. سوف نعرض أهم القيم في تربية الناشئة
١. الإيمان الحي:
بالله تعالى أول قيمة ينبغي أن نهتم بها وننشئ أبنائنا عليها، لانها القاعدة العظمى لكل الأخلاق والقيم الأخرى، لذا يجب ترسيخ الإيمان بوصفه قناعات عقلية بالإضافة إلى وصفه مشاعر وأحاسيس بمراقبة الله والخضوع له، والاغتباط بفضله، واللجوء اليه في السراء والضراء، وبذلك يستطيع الشاب مقاومة تيار الشهوات ولتوليد تلك الأحاسيس الأندية، علينا بكثرة التعبد لله بأداء الفرائض واجتناب المعاصي وكثرة النوافل والقربات .
٢.النية الصالحة:
من اسعد الناس بالعلم الذي يطلبه قربة لله لانه يقصد به اصلاح شأنه ونفع الناس. و منهم من يقرن ذلك بالحصول على شهادة تفتح له باب رزق، وهذا دون الأول، ومنهم من يطلب العلم سعياً إلى الاطلاع واجتراح المجهول. الى جانب هؤلاء من لا يعنيه شأن العلم في شيء سوى وصوله إلى شيء من الدنيا وهذا في المنزله السفلى.
٣. الابتهاج بمعرفة الحقيقة:
إن الحق اسم من أسماء الله تعالى، وان رسالة الاسلام هي الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من المهم جدا أن يفهم الناشئة إن قوة الحقيقة ذاتية، وأن نتجاهلها دائماً مؤذـ، وأن الاعتراف بها مجلبة للخير على المدى البعيد، وعلينا ألا نحملهم على إنكار الحق بسبب العقوبة المغلظة. إان نصرة الحق ونشره وتقريره من المهمات الكبرى لكل مسلم في هذه الحياة.
٤. التحرر من القيود:
من المهم أن نسعى في تربيتنا وتعليمها الى تكوين الإنسان الحور الذي يشعر بوجوده الذي أوجدها الله في فطرته، وعدم طمسها بالضغط المختلفة،. فالاسلام يحث بنيه على أن يجادلوا عن الحق، ويقفوا إلى جانبه، ويدافعوا عنه، كما حثهم على دفع الظلم، والانتصاف للمظلوم. ولا شك إن أسوأ القيود التي تشل حركتنا هي القيود غير المرئية، التي تتمثل في أوهامنا وعدتنا السيئة وسيطرتها علينا، وقلة الخيارات أمامنا. ولترير الناشئة لدينا ثلاث أمور تحدد درجة التحرر، وهي:
١. العلم الذي يخلصنا من قيود الجهل والخرافة والأقوال التي ليس لها سند والتخلص من مفهومات التخلف والعجز لدى الإنسان المسلم.
٢. الإرادة الصلبة التي تخلصنا من عبودية الشهوات والرغبات والعادات السلبية. والعمل بما يمليه علينا العقل والخبرة القيام به.
٣. تحسين الإمكانات تخلصنا من ضغوط البيئة وتوفر البدائل حيث يمكن الاختيار بحرية.
٥. الشعور بالمسؤولية:
شعور المرء بالمسؤولية تجاه نفسه ودينه اهلهم ومجتمعه من القيم الجوهرة. وإن من سمات الإنسان الحر إنه يمتلك حساسيه عاليه نحو الواجبات المترتبة عليه، و نحو استخدام الامكانات المتاحة لهم. واليوم اصبحت حاجتنا لهذا الشعور كبيرة لأن إمكانات الرقابة على الأشياء آخذة في الضعف، إن صدق الانسان وإقراره بما يفعل واعتذره عن التقصير لا يكون الا عند الشعور بالمسؤولية.
٦. فضيلة المثابرة:
إن قيم المثابرة على العمل والاستمرار في بذل الجهد وتركيز الإهتمام أصبحت أهم من إحراز السبق والتفوق على الأقران من الأذكياء. إن الشعوب تتفاوت تفاوتاً كبيراً في إنجازاته، وذلك يعود إلى المثابرة على العمل. إن كثير من أبنائنا تجتاحهم موجات من الحماس للقراءة، ولكن ذلك لا يدوم طويلاً، فينعكس ذلك على الإنجاز لديهم. فلابد أن نرسخ في نفوسهم الاهتمام ببرمجة جزء من الوقت اليومي وتخصيصه لاكتساب المعارف والمهارات.
٧. التميز الحقيقي:
يحب الشباب الاستقلال والأفراد، لأنهما طريقهم إلى إثبات الذات، ولكن كثير منهم يخطئ الوسيلة التي تجعله متميزاً. وقد صار كثير منهم يبحث عن الاختلاف عما هو سائد، بطرق شكلية- لذلك لابد أن يزين للناشئه بعض صور التميز الحقيقي مثل التميز في التعليم والتطوع والمهارات الدقيقة، لأن المتميزين هم الرواد الحقيقيون الذين يمهدون الطريق للناس من بعدهم.
٨. روح الفريق:
إن الحياة الحديثة فيها الكثير من الأعمال التي لا يمكن إنجازها إلا عن طريق المجموعات والفرق والمؤسسات. وإن جعل الطلاب يعملون بروح الفريق يجب أن يتشكل من المجموعات المتعاونة.
٩. ليس المال أكثر من وسيلة:
لقد غطت الموجة المادية الهائلة على كثير من معاني السمو الإنساني، وفي هذا حط من كرامة الإنسان، وتقزيم دوره العظيم في هذه الحياة، لذلك من المهم أن نشرح لأبنائنا وبطرق مختلفة إن الثروة الحقيقية والمتجددة في حياة الأفراد لا تقوم من خلال الأرصدة والأرقام، بل من خلال نوعية الدوافع التي يمتلكونها والاهتمامات التي تسيطر عليهم. وأن كثير من العظماء لم يملكوا الكثير من المال، وأن كثير ممن يملكون الثروات فقدوها أو صارت مصدر شقاء لهم. ان جعل المال غاية وليس وسيلة يشكل خطر على المسلم الملتزم و على توازنه الشخصي و على القيام بالحقوق الاسريه والاجتماعي.
١٠. محاربة الغرور:
من المهم أن يدرك ابناءنا إن ما حصلوا من من معرفة ضعيف جداً بالنسبه الى ما هو موجود وبالنسبة لما يجب ان يعرفوه من هذه القناعة وأن طريق النضج المعرفي طويل وشاق وان الغرور مفتاح لشرور كثيره منها القناعة بعدم الحاجة الى المزيد من الارتقاء الفكري اذا كان شيئا مدمره، وعلى الطالب أنيعتقد انه صغير ولكنه ينمو، وجاهل يتعلم..... ثقة المرء بنفسه مطلوبة حتى لا يقع في براثن الشعور بالعجز والتهميش، ولكنه بحاجة أيضاً إلى إحترام الناس وإدراك حدود الممكن الذي يتحرك فيه.
١١. الرفاهية الروحية:
في عصرنا الحديث انفتحت شهية الناس الاستهلاك، وزيادة تكاليف العيش الكريم، وزيادة الشعور بالضنك رغم كثرة الخيرات، لذلك يجب أن ننمي في نفوسنا معاني التضحية، والإيثار، والعطاء المجاني، حتى نستطيع مقاومة التيار الأناني تكون المكافأة فورية، وذلك بالشعور بالارتياح والسكينة، وحين تخلص النية فاننا ننتظر الأجر في الآخرة.
١٢. الوفاء بالعهد:
يستطيع المربون تنشئة الجيل على هذه القيمة، من خلال الالتزام بتنفيذ ما قطعوه على أنفسهم من وعود ومن خلال الإعتذار والتأسف عند عدم القدرة على التنفيذ، والتقليل من إعطاء الوعود إلا عند التأكد من إمكانية الإنجاز، وعدم التسرع بالوعد، اذا لم تكن عزمنا على الوفاء به، وعلى هذا يحث ديننا الحنيف في القرآن والسنة.
١٣. التفوق والنجاح:
يجب أن نوضح لأبنائنا بعض المفاهيم الأساسية التي تساعدهم على الارتقاء والتقدم، وتخليصهم من المفاهيم الخاطئة التي كونوها عن التفوق. إن ما يؤدي إلى نجاح المرء وسبقه لغيره عبارة عن شبكة معقدة جدا من الأسباب والعامل، من اهمها: طلب العون من الله واللجوء إليه، والثقة بما عنده، إلى جانب المحافظة على الوقت والمثابرة، والتركيز على العمل في مجال واضح ومحدد، والتغلب على الاحباط، وتنظيم الشأن الخاص، والإيجابية والانفتاح، وتأجيل الرغبات. وعلى المربيين تقديم التحفيز والتشجيع.
١٤.الانتماء لأمة الإسلام :
علينا إرساء تقاليد ثقافية تشجع على الحوار، والنقد، والنصح بين الكبار والصغار، لنجعل الناشئة يشعرون بأن لهم دور مهم في المجتمع وإنه جدير بالاهتمام بقضاياه وهذا هو الذي يجعلهم يشعرون بالانتماء.
تعليقات
إرسال تعليق