جيل يعرف-٢
تكوين القارئ المعاصر:
علينا تربيه الناشئه على الاستقلال الشخصي، حيث أن على الواحد منهم أن يرشد نفسه، ويحرسها، و ينفعها، بما في ذلك مهاره القراءة، لذا ينبغي أن نركز على تربية القارئ النهم، وهذه بعض الملاحظات في هذا الموضوع:
١. ان المدرج المعرفه اصبحت طويلا جدا المسافه بين يقف على أوله ومن يقف على أخره كبيرة. وان النص الجيد هو النص الذي يشتمل على فراغات معرفية تفصل بينه وبين قارئه، ومن تلك الفراغات صار من مسؤوليات القارئ المؤهل، لذا ينبغي علينا أن تعد جيلاً محب للقراءة إلى جانب تمتعه بالخبرة التي تمكنه من اختيار الكتاب الملائم له، ويمكنه من قراءة النصوص الصعبة التي تحفز على التفكير كما تحفزه على استخدام حصيلته في فهمها.
٢. بعض البيئات الأسرية ترسخ في عقول الطلاب برمجيه مشوهة، مما يلقي على المدرسة مسؤولية نقدها وتخليص الطلاب منها، لذلك لابد أن يفهم الطلاب إن التكوين الأول لثقافتنا وعقولنا تم عبر ما قرأناه وسمعناه وخبرناه في الصغر، لكن ليس هناك أي ضمان لصواب كل ما تلقيناه و حتى يستقر هذا المعنى في أذهانهم فإنهم يملكون القابلية للتعامل مع المعلومات والمعطيات الجديدة على إنها روافد لتجديد الذهنية، وهذا لا يعني ان ينسخ كل القديم، وإنما أن يستوعب القديم الجديد وينمو، فالنمو سنة الحياة، والمعرفة وسيلة لتحقيق.
٣. لدى كثير من الطلاب رغبة في التثقيف والإطلاع، لكنهم يواجهون مشكلة عويصة، وهي كيف يتم التعامل مع هذا السيل الجارف من الكتب، فماذا يقرأ، وماذا يترك في ظل طاقته المالية، ووقته المحدود، فهم بحاجة ماسة للمساعدة من قبل المعلم الذي يعرف سوية الطالب وحاجته المعرفية، ليوجهه من خلال التوجيهات التالية:
١. توجيهه لقراءة أحدث الطبعات المتوفرة، والقراءة للمبدعين في تخصصاتهم، والاغنية بالمراجع والمصادر.
٢. تعويدهم على احترام العمل الشاق لأن الارتقاء العقلي والروح لا يأتي من غير ثمن
٣. حثهم على التفكير ما بين ربع إلى ثلث ساعة بعد كل ساعة قراءة.
حتى لا يشوه التعليم العقل:
كثير من الطلاب يصيبه الغرور مع قلة ما يعرف وكثره ما يجهل، ويسفهون الآخرين والمبالغة في نقدهم من غير أساس علمي مؤهل، لذلك علينا أن نراجع اسلوبنا في التعليم والتثقيف، وحتى لا يصبح التعليم مصدر لتشويه العقل والثقافة. يجب:
١. البعد عن التحيز للتخصص بإبراز أهميتة، وتهميش التخصصات الأخرى، لأن الحاجات الإنسانية لا تستغني عن أي علم من العلوم، وإن أهمية أي علم تتوقف على مدى موافقته لميول الطالب ومواهب وإمكاناته وظروفه.
٢. عدم تسويق الظنيات مساق القطعيات، ولا نسرد أقوال العلماء على أنها مسلمات لاخلاف فيها حتى لا نولد عقلية البعد الواحد للطالب، لذلك علينا أن نسوق الأقوال والنظريات المتعددة في المسألة الواحدة، حتى لو لم يتم الترجيح بينها، فإن ذلك يوضح للطالب إن الصواب في القضية المطروحة إنما هو صواب نسبي أواجتهادي، مما يعزز المرونة الذهنية والتخفيف من حدة الأفكار المغالية
٣. علينا تنبيه الطلاب إلى أن هناك ألوف الباحثين الذين يشتغلون بقضايا تتصل بطريقة ما بما نعلمه، وإن نتائج هذه البحوث لابد أن تدخل بعض التغييرات في جوهر ما نقدمه للطلاب، و
هذا يدعونا إلى:
١. أن نقدر ونحن نفكر فيما نعلمه حجم ما لا نعلمه في تخصصاتنا.
٢. أن نحتفظ بنايات مفتوحة للرؤى والنظريات والأفكار ولمقولات التي نشرحها ونقررها لطلابنا كل يوم.
إننا نريد من العلم ومن التعليم تحفيز الطاقات العقلية وإطلاقها لا تقيدها وتكبيلها.
تعليقات
إرسال تعليق