جيل يعرف - ١
للعلم والمعرفة أهمية في وجودنا المعنوي والمادي فنحن بحاجة إلى العلم من أجل اخضاع الطبيعة والحصول على عمل كما نحتاجه لفهم أنفسنا، وفهمت طبيعه علاقتنا بخالقنا، بجانب فهم العصر الذي نعيش فيه، والتحديات التي تواجهنا، ولاتستطيع أذهاننا أن تدرك ذلك إلا من خلال وسيط معرفي مكون من مبادئ علمية وعقلية ومعارف وخبرات حياتية، تتحسن نوعية الحياة، إن النظرة الحديثة للعلم لا تجعله موازة العقل إنما تجعله المصدر الأعظم لتكوين العقل وتشكيل أسلوب حياتنا وعلاقتنا، لذلك يجب الإهتمام بتعليم و تثقيف الجيل.
العزوف عن القراءة:
لقد أخفقنا في إرساء تقاليد ثقافة القراءة وتمجيد الكتاب ومراعاة حب الاستطلاع لدى الأطفال، لعدم توفر المكتبات في كثير من البيوت، لذا فان الوقت الذي يقضيه العربي في القراءة سدس الوقت الذي يقضيه الإنسان في العالم الصناعي وهذا يوضح الهو الشاسعة بين الحضارة المنتجة والحضارة المستهلك.
تعليم القراءة في وقت مبكر:
ان تعليم القراءة للاطفال يبدأ من سن 16 شهر، وإذا أردنا أن نربي قراء جيدين، فإن عليك أولاً ان تتعرف على مهاره السرد القصصي، وللقراءة للأطفال أثر بالغ في نموهم الذهني والوجداني، ومن المهم مشاركة الطفل أثناء القراءة، والإ ستكون استفادته منها شبه معدومة، وإذا أحسنا اختيار ما نقصه لهم، فإننا نغرس فيهم الاستئناس بالمعرفة والتشوق اليها، بالإضافة إلى غرس بعض القيم المهمة.
الخيال العلمي:
بين السادسة والتاسعة يتأجج في صدر الطفل شوق عارم إلى الإطلاع وامتلاك صور ذهنية غير معقدة، حيث يجمح الخيال العلمي متجاوزاً للبيئة، وفي هذه المرحلة يكون لقصص الخيال العلمي نفع كبير في تنمية حب المعرفة وتوسيع نطاق الإدراك، لذا فإن مكتبات البيوت والمدارس ينبغي ان تغنى بكتب الخيال العلمي، وعلى المدرسه التشجيع على المطالعة الحرة من خلال إجراء المسابقات و تقديم المكافآت، و توسيع مفهوم الواجبات المنزليه.
الاهتمام بالتخصص:
على المعلم أن يشجع طلابه منذ المرحلة المتوسطة على أن يكون لكل واحد منهم اهتمام خاص بفرع من فروع العلوم ويساعده على تحويل ذلك الاهتمام بالتدريج إلى هواية يملأ وقته بالاشتغال بها، فإذا نجح المعلم في ذلك يكون قد وضع الطالب على بداية حب الحياة العلمية والخوض فيها التضحية من أجلها و يعود عليه بالنفع.
طريقة تقديم المعلومات:
معظم الطلاب لا يدركون أهمية ما يتعلمون وكيفية توظيفها في حياتهم، وهذا يعود إلى أمرين:
١. طريقة تقديم المعلومات وهي مسؤولية المعلم لذلك يجب أن تقدم في إطار من الحوار والنقد والترجيح والتحليل والتعليم، وفي هذه الحاله يشعر الطالب حقيقة أن ينمو مع كل مسألة يتعلمها، وتتيح له فرص مشاركة المساهمة في نتائج الأفكار المطروحة.
٢. تخزين المعلومات والأفكار وهذه مهمة الطالب مع التوجيه والإرشاد لتشجيعهم على تكوين الملاحظات والمفاهيم حول ما يدرسون، والخروج بملاحظات مركزة منه، وأن يوضح لهم أن يخزن المعلومات ليس على إنها مفروضة، ولكن على إنها معطيات تشكل منظوراً كلياً لدى الواحد منهم يفهم من خلال التاريخ والحياة والأحياء، ويواجه من خلالها التحديات، ويخطط للمستقبل.
اكتشاف السنن:
يجب تدريب الطلاب على استخلاص رؤى وقوانين كلية من مجموع المعلومات الجزئية المفككة، وإن العلم يشكل تنظيماً أوليًا للمعرفة. ومعرفة سنن الله في الخلق والتي تمكننا من إيجاد وتنظيم نهائي لها. لذا علينا أن نحاول تمليك الطلاب أكبر عدد من المستخلصات المعرفية التي تعمق معرفتهم بقوانين الوجود، إن المعارف الجزئية تملكنا شيئاً محدوداً، أما السنن فإنها تشكل رؤى بعيدة المدى وكلية، وتوفر حقلا من الدلالات المرنة التي لا تخطئ ولا تضلل، و لكن المشكلة في معرفة هذه السنن واكتشافها وإن كان ذلك أسهل في المجالات العلمية والطبيعة منها في المجالات الإنسانية، لأنها تميل إلى الغموض والتعقيد ولذلك يتطلب الوقوف عليها جهداً إضافياً.
تعليقات
إرسال تعليق