القائمة الرئيسية

الصفحات

 العقل الباطن

هو الذي يجد لك الحل لمشكلتك المستعصية بعد أن أعطيته المشكلة ونسيتها.

العقل الباطن هو الذي يقود أحاديثنا، ورؤانا، وافتراضاتنا، وقناعتنا، أما العقل الواعي فهو الذي يصوغ حياتنا، ومشاعرنا، ونفسيتنا تبعاً لتلك الرؤى والقناعات. العقل الواعي كالفلاح الذي يضع البذرة في التربة، والعقل الباطن كالتربة تحول البذرة إلى ثمرة.

العقل الواعي يتعلق بالموضوع، والمنطق، يدرك السبب والنتيجة، ويتلقى معلوماته عن طريق الحواس، ومن الذاكرة، فيحلل ويركب، ويستنتج.

أما العقل الباطن يتعلق بالذات، أي العالم الداخلي للإنسان، وهو لا يفهم المنطق، ولا يميز بين الخطأ والصواب، إنما كل ما لديه صواب.

العقل الواعي هو الموجه والمرشد الذي يقبل الفكرة أو يرفضها، أما العقل الباطن فهو المنفذ الذي يقوم بتحقيق ما أقره العقل الواعي. والعقل الباطن طاقة محايدة، يمكن أن تغير حياة الإنسان نحو الأفضل، أو نحو الأسوأ، ويمكن أن يقود صاحبه إلى الخير أو إلى الشر، كل ذلك يعتمد على ما يستقر فيه.

وظائف العقل الباطن:

يقوم العقل الباطن بخمس وظائف أساسية، هي:

١. خزن المعلومات والذكريات. 

٢. هو معقل العواطف والمشاعر، وبالتالي هو الذي يوجه الرغبات والمريول.

٣. ينظم الأفعال غير الإرادية كتنفس... الخ

٤. هو سجل العادات، ومستودع المهارات الحرفية وغير الحرفية. 

٥. يتحكم بالطاقة الجسدية والنفسية كماً ونوعاً. 

التأثير في العقل الباطن :

إن الحياة اليومية للإنسان، والنشاطات المتنوعة، والمعلومات التي تصل إلى دماغه عن طريق الحواس كلها تؤثر في عقله الباطن. ولكن هذا التأثير غير مبرمج غير منظم. مثل التربية والتعليم، وقيم وأفكار المجتمع، ووسائل الإعلام، التي يكون تأثيرها تراكمي بطيء يستغرق وقت طويل في أغلب الأحيان.

التأثير غير المبرمج في العقل الباطن:

هناك أربعة أنواع من الطرق التي تؤثر في العقل الباطن تأثيراً تراكمياً عشوائياً، وهي:

١. البيئة؛ وتشمل البيئة الطبيعية كحالة الجو من حرار ورطوبة، وطبيعة الأرض، والكائنات الحية التي تحيط به. والبيئة الاجتماعية فهي أشد تأثير في صياغة العقل الباطن، ابتداءً من أبوية وأسرته ومروراً بالمعلمين والأصدقاء.... بالإضافة إلى وسائل الإعلام.

٢. الانتماء: عندما يعلم الشخص أنه ينتمي إلى قوم اشتهروا بالكرم والسخاء، فإن عقله الباطن يتأثر فيوجه الشخص لأن يكون كريماً دون أن يشعر، حتى وان نشأ بعيداً عن قومه، أو موطنه.

٣. الشخصية المؤثرة: سواء أكانت شخصية دينية، أو سياسية، أو علمية، أو فنية، فإنها تؤثر في العقل الباطن. وبالتالي في تفكير الإنسان وسلوكه.

٤. العواطف الحادة: عندما تمر بالإنسان أحداث هامة تؤثر بقوة في عواطفه. كفقد عزيز فإنه يؤثر في حياته ولن ينساه.

التأثير المبرمج في العقل الباطن:

يمكن التأثير في العقل الباطن بشكل مقصود، ومخطط له، وبإرادة الإنسان نفسه ورضاه. وهناك ثلاث طرق لتحقيق ذلك: التكرار والإيحاء والهندسة النفسية. وقد تناول الكتاب طرق الهندسة النفسية وأساليبها في التأثير في العقل الباطن، وكذلك تناول بعضاً من طرق الإيحاء، أما التكرار فهو القيام بإعادة كلمات أو عبارات أو أفعال مرات كثيرة في اليوم والليلة لفترة من الوقت، أو باستمرار، ويعد الذكر والدعاء خير مثال على هذا. فإن ذكر الله تعالى يزيد الإيمان، ويضيء النفس، ويرتقي بها في مدارج الفضائل، فيتهذب السلوك وتسمو الأعمال. 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات