بناء العقل-١
يعول الإسلام كثيراً على العقل في فهم الشريعة، وفهم حقائق الوجود ومجريات الأحداث. وحث على التدبر والتفكير، يتساءل الناس دائماً أيهما أفضل لحياة الإنسان العلم أم العقل؟ ويحاول كثيرون أن يبرهنوا على فضل أحدهما على الآخر، حتى جاد العصر الحالي، حيث كثر انتشار المعلومات وتدفقها وسهولة الحصول عليها قلل من أهميتها، وأعطيت أهمية أكبر للتفكير واستخدم الإمكانات الذهنية في تعليل الأحداث، وتحليل المعلومات وتوظيفها.
ومن اجل بناء عقول الطلاب يجب عمل الآتي :
تنقية العقل أولاً:
لتحسين مستوى تفكير الطلاب علينا أولاً ان نخلص عقولهم من طرق التفكير المغلوطة، ومن الأفكار التي تشوه رؤيتهم للحياة والأشياء، مثل المبالغة، والتحيز، والتعصب، والخضوع للعاطفة، والوقوع تحت تأثير الشائعات، والرؤية التصفية، وتفسير الظواهر الكبرى بعامل واحد.
التفكير أثناء القراءة:
إن التقدم العلمي لدينا اسرع من التقدم العقلي بكثير، ويعود ذلك إلى عدم التفكير فيما نقرأ او نسمع، وهذا ناتج عن عدم أهتمام بالتفكير، وصعوبة ممارسه. وتحسين مستوى تفكير طلابنا علينا إثارة اهتمامهم بقضية التفكير وتعويدهم على ممارسته خلال الحصص. فإذا نجحنا في إثارة التساؤلات حول كل الموضوعات التي يدرسونا في كل المواد نكون قد مزجنا مهارات التفكير الإبداعي والناقد بالمقر آت الدراسية.
اكتشاف نقطة التفوق:
لايوجد شخص عادي في كل الجوانب لابد انه يمتلك شيء يميزها عن الجميع لان الزكاه ليسنر واحد وانما هو متعدد. وتساعد امتحانات الذكاء في الكشف عن المجال الذي يتميز فيه الطالب، وعلى المعلم التوجيه والتحفيز والمتابعة والتقييم بطريقة صحيحة ليساعد الطالب في الاستمرار في تنمية مواهب وقدرته الخاصة.
صحة التصورات:
إن القدرة على الإتيان بالبراهين كبيرة، لكن إذا لم يكن التصور صحيحاً، فإن عملنا في الاستدلال على ما نريد يكون في غير محله.
إن مجرد فتح الذهن لوجود تفسيرات عديدة لشيء ما يعد في حد ذاته تقدماً عقلياً، يساعد في تخلص من مخاطر الاغلاق على تفسير وحيد قد يكون خطأ.
مناخ الإبداع:
العقل الإسلامي يحترم القيم الاخلاقي، ولكن لا يهتم بالقيم العقلية، وهذا لا يساعد أمة الإسلامية على تحقيق طموحاتها ولا حل مشاكلها، فعلينا أن نحترم الإبداع وتحفز عليه، ونوجد الأطر التي تخدمه وترعاه ليظهر المبدعون، فلا بد من التحفيز والتقدير بالإضافة إلى شرطين هما:
١. الأمن، فالخائف ينكمش بدل أن يبدع.
٢. الحرية، إن كثرة القيود على الطالب تجعله متوجس من كل فعل أو كلمة، ولكن لابد أن يكون الإبداع ملتزم بالضوابط الشرعية وغير فوضوي.
الإبداع غير مطابق للذكاء:
من الخطأ الإعتقاد بأن كل ذكي مبدع وأن كل مبدع ذكي، وأن الذكاء موهبة غير قابلة للتنمية. والصحيح إن الذكاء يشكل عنصر مهم في الإبداع، ولكنه ليس كل شيء. والذكاء ينمو بالتدريب والتعليم بالوسائل التعليمية الجيدة، والابداع يعلم لأنه يحتاج إلى تعود الإنسان بعض العادات، ويتخلق ببعض الأخلاق، ويقوم ببعض الأعمال. وينفتح عقل الطالب نحو الإبداع من خلال إبداعات معليه التي تفجر فيه الطاقات الإبداعية، وتكوين التشويق إلى الأشياء الجديدة، ومساعدة الطالب على العثور على منفذ بناء وملائم لذلك الفوران من الأفكار والأحاسيس الجياشة. ( إن عقل الطفل ابن الخامسة يشبه بركاناً له فوهتان، واحدة هدامة والأخرى مبدعة. ونحن بنقدار ما نوسع مدى الفوهة المبدعة، نوقف نمو الفوهة الهامة). وعدم الاهتمام بالإبداع يحرمنا ثمرات الإبداع ويتيح لها أن تتجه اتجاهات تخريبية، لأن الإبداع لا يملك أخلاق تجعله نافع خير ونافع، ولكنه عبارة عن إمكانية قابلة للتوظيف المتعدد. وبعد إكتشاف الإبداع لابد من تنظيمه وتوجيهه حتى يأتي بنتائج القيمة.
تعليقات
إرسال تعليق