سورة المائدة
١. "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَوۡفُواْ بِٱلۡعُقُودِۚ" (1)
يفهم بعض الناس أن هذا أمر بالإيفاء بالعقود التجارية فقط، صواب أنها أعم من ذلك، قال ابن سعدي: " وهذا شامل العقود التي بين العبد وبين ربه، من التزام عبوديته، والقيام بها أتم قيام وعدم الانتقاص من حقوقها شيئا، والتي بينه وبين الرسول بطاعته وإتباعه، والتي بينه وبين الوالدين والأقارب، ببرهم وصلتهم، وعدم قطيعتهم، والتي بينه وبين أصحابه من القيام بحقوق الصحبة في الغنى والفقر، واليسر و العسر، و التي بينه و بين الخلق من عقود المعاملات، كالبيع والإجارة ونحوهما، و عقود التبرعات كالهبة ونحوها، ونحوها طلب القيام بحقوق المسلمين التي عقدها الله بينهم في قوله (إنما المؤمنون إخوة) بالتناصر على الحق، والتعاون عليه والتألف بين المسلمين وعدم التقاطع، فهذا الأمر شامل أصول الدين وفروعه فكلها داخلة في العقود التي أمر الله بالقيام بها".
٢." يَـٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ كَثِيرٗا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖۚ " (15)
ليس معنى يعفو هنا يصفح ويتجاوز بل معناها يعرض عن كثير مما يخفي أهل الكتاب فلا يتعرض له ولا يؤاخذهم به.
٣. " عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ " (19)
الفترة هنا بمعنى الفتور وليس المدة، وذلك أن بين محمد وعيسى عليهم الصلاه والسلام قرابة الستمائة سنه وهي مدة فتور وانقطاع من الوحي، فالفترة تعني: سكون بعد حركة.
٤. "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ (105)
يفهمها بعضهم فهماًخاطئا بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والصواب أي لا تضركم ذنوب غيركم إن اهتديتم بالقيام بأمر الله بالأمر بالمعروف، ومن تركه وهو مستطيع فهو ضال وليس مهتدٍ.
تعليقات
إرسال تعليق