القائمة الرئيسية

الصفحات

 شخصية المعلم- ١

دور المعلم في التعليم هو الدور الأساسي، ومن غير النهوض به، لا يمكن الحديث عن اي تقدم في التعليم مهما أنفق عليه من مال وهيئ له من أسباب. عمل المعلم في أدبيات التعليم الإسلامي عمل خطير وشامل، فهو مثقف ومربي ومرشد ومشرف وداع الى الخير، ولا نعرف فضل المعلم بشكل صحيح إلا إذا عرفنا المسافة الفاصلة بين المثقف والأمي، لأن هذه المسافة من صنع المعلمين لذا المعلم يستحق كل الاحترام والتقدير والتشجيع  وإن احترام المعلم هو احترام للعلم الذي يحمله، وفي زماننا وانتشر داء الاستخفاف بكل شيء، وصار الطعن في المعلمين على نحو واسع و دون رادع، ويصدقون الآباء ما يقولونه الابناء عن معلمهم، ويبنون على ذلك المواقف عوضا عن تحذيرهم من هذا السلوك ومحاولة التثبت من الأمور المهمة لأن بعض المعلمين يتصرفون تصرفات تجعل التطاول عليهم سهل ومعقول، وأن إسقاط المعلمين من عيون طلابهم يحرمهم من نماذج يقتدون بهم، وفيما يلي أوجز في المسائل التي ينبغي ان يتحلى به المعلم من سمات وما يحمله من ثقافه ومسؤوليات:

ثقافة المعلم:

 العمل الأساسي للمعلم هو نقل المعرفة من مصادرها ومراجعها إلى الطلاب بشكل منتظم واحترامي، لذا المعلم بحاجة إلى المعرفة الواسعة من أجل إثبات وجوده وتحقيق ذاته. 
وهذه بعض الملاحظات حول ثقافة المعلم:
١. إن امتلاك المعلم للمعرفة الجيدة احدى متطلبات مهنته التي اختارها وإن تزود المعلم بالمعرفة محفزاً على المزيد من الاستناره والارتقاء بالذات والعيش في مستويات أرقى. كما إنها تحافظ من ضحالةمعلوماته، 
٢.إن أجمل ما في المعلم أن يلمع باستمرار، ولمعانه لا يأتي  من اناقته، ولكن من حدثة معلوماته ولا يستطيع المعلم ذلك إلا من خلال المتابعة المستمرة. 
٣. ان المعلم الحصيف ذو الثقافة الواسعة يبث الحيوية على المعلومات الجامدة الغامضة ويجعلها ذات مغزى لدى الطلاب مرتبطة بواقع حياتهم و يقفون على وحدة المعرفةو تحول المادة من أجزاء معزولة الى نوع من الاكتشاف. 
٤. المعلم طبيب الفكر وطبيب المعرفة، الثقافة الرصينة هي العقلانية البعيدة عن تأثير العواطف والميول الشخصية، (الاخبار والقصص الغريبة) تشوه عقول الطلاب و تمحو الفاصل بين المعقول واللامعقول مما يحول عقولهم إلى عقول خرافية. 
٥. ان ما نتعلمه ونجهد في تحصيله يجب أن يستهدف على نحو جوهري خدمه مبادئنا، وخدمة الناس من حولنا. وإن الثقافة تفقد قيمتها اذا انقطعت عن الناس، وعلى المعلم أن يثري ثقافته فيما يعود على طلابه بالنفع،، مثل إتقانه فن التحفيز، و مقاومة الإحباط. وكل ما يتصل بأسس النجاح واخلاقياته مستلزمات، وأن يكون لديه أفكار حول القلق والتوتر لمساعدة طلابه على خفضهما. ومن صعوبات التعلم التي تواجه الطلاب، على المعلم أن يخرج جيلاً صالحاً للمشاركة في الحياة العامة، وخدمة قضايا الأمة ومصالحها، وهذا لا يتم إلا من خلال تنمية إحساسهم ووعيهم بالشأن العام، وبحقوق الأغلبية المستضعفة من الناس، والأخذ بيد الناشئة إلى بر الأمان، ويولد هواجس الاهتمام بمستقبل أمة الإسلام وصلاح شأنها. 
٦. تحتاج ثقافة المعلم الى الشمول والالتزام، وعلى المعلم ان يشكل ثقافته من العناصر الثلاثة التي هي ثقافة التخصص، والثقافة الشرعية، والثقافة العامة. ليس هناك ما يسمى بالاختصاص الكامل، فالمرء كلما تعمق في معرفة تخصص ما وجد نفسه محتاج إلى معرفة بعض المعارف اللصيقة به أو البعيدة عنه، وذلك لأن المعلم  طبيب نفوس وعقول ويعمل على ماده خاصه هي الإنسان الغامض الحساس، كما عليه معرفة مقاصد الشريعه وروحها،  كما عليه معرفة بعض أحكام العبادات والسلوك والعلاقات الإجتماعية، بالإضافة إلى الآدب الإسلامية والسنن النبوية، ينبغي على المعلم معرفة الواقع التاريخي لمنطقه، وكذلك للحضارة الإسلامية وازدهارها وخمودها بالإضافة إلى الأحداث الجارية والتي تشكل طموحات الشباب. 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات