اسلوب المعلم-١
للأسلوب في أي شيء قيمة كبيرة، قد تزيد في بعض الظروف والأوضاع على قيمة المضمون. لذلك على المربين أن يبحثوا عن أساليب أكثر أناقة ورقياً في خطابنا لمن نقوم على تربيتهم، لأنه يعبر عن مجمل شخصياتنا ومداركنا. كمان أنه يبني ذوقاً وأدباً وخلقاً راقياً لدى الناشئه، و يجعلهم أكثر استعدادا لقبول ما نقول لهم. التعليم والتربيه علم وفن. والعلم مضامين و مفهومات ينقلها الواحد منا إلى من يعلمهم.
أما الفن مجموعة الأدبيات والمهارات التي نستخدمها في نقل ما نريد نقله. والفن هو الأسلوب.
التوسط في التعامل مع الناشئة:
كثير من الفضائل تحولت إلى رذائل والمميزات إلى سلبيات وذلك بسبب فقدها سمة التوسط والاعتدال بما في ذلك الأسلوب التربوي التعليمي، وذلك بسبب انجذاب الناس بين نقطتين إما التخلي عن الناشئة أو إلى المزيد من الرعاية والإهتمام، وكلاً من الحالتين لها من الخطورة مما يفقدهم الثقة والجرأة ويعرضهم للإنحراف والمخدرات. الطالب في حاجة إلى التوازن في هذا الشأن فعلينا أن نسعى ذلك.
المعارف المقفلة:
كان المعلمون القدامى يركزون على تحفيظ الطالب القرآن والمتون في العلوم المختلفة انطلاقاً من كون الصغير أقدر على الحفظ منه على الفهم عندما يتجاوز الطالب مرحلة معينة يبدؤون في تقديم الشروط لماحفظه وهو صغير وهذا ليس بعيدا عن الصواب ولكن لا بد من ملاحظة أمرين هما :
١. إن الطفل قادر على أن يناقش بعض الحلول إذا تلقى شيء من التدريب على التفكير والمحاكمة العقلية
٢. امكانيه استمرار الطالب في الحفظ والتكرار للمعلومات. وإن الهجمة التي تتعرض بها لها طريقة الحفظ لتلقي العلم ورفع الشأن بطريقة التحليل والفهم مبالغ فيها، لأن تكوين شخصية علمية جيدة يعتمد على أساس معرفي راسخ لذلك فإن المعارف المقفلة تشكل الأساس، والمعارف المفتوحه تمثل السقف والجدران والمعارف المفتوحه القابلة للنمو والاختلاف والجدل هي التي تكمل البناء وتمنح الأساس المعنى الذي يجعله شيئا لا بد منه لذلك تتحول المعرفة من شيء بكراره ويردده الطالب إلى شيء يحفزه على تحصيل المزيد من العلم والخبرة.
الوضوح في الشرح :
يعتمد المعلم في شرحه بشكل أساسي على اللغه والتي ثبت قصورها لاختلاف مستويات الثقافة والبيئات وهذا يدعونا إلى سلك مختلف الطرق من أجل إيصال المعلومه التي نريدها على الوجه الصحيح.
١. إيراد الأمثلة على الشيء او الفكرة لأن المثال يخفف من مستوى تجريدية اللغة، لأن الأمثله تقرب المعنى من ذهن الطالب بالإضافة إلى ان تجعلها أكثر معقولية و أشد ثباتا في دائرة الممكن.
٢. الافاضة في الشرح واستخدام كلمات أكثر انتشارا في البيئه المحليه.
٣. تجزئة القضية التي يقوم بشرحها، لأن خيال الطالب وقدرته على الفهم، قد لا تساعده على متابعة المعلم على النحو المطلوب ولملمت أطراف الموضوع، لذلك فان تجزئة الموضوع إلى أجزاء متمايزة يسهل فهمها كما تساعده في بناء التفكير السببي والمنطقي لدى الطالب مما يساعد على بناء ر ؤية أوضح.
٤. النظر إلى الشيء الذي يقوم بشرحه من زوايا مختلفه من خلال تقويم الآراء المختلفة حوله مما يساعد على الفهم وامتلاك رؤية مرنة للأشياء وتوسع آفاق التصور لديه وتحميه من الرؤية الاتحادية.
٥. إعطاء وقت أطول لتساؤلات الطالب حول الموضوع ذو أهمية كبيرة لأنها أكبر مرشد لنا لمعرفة مواقع كلامنا لديهم، ويفضل أن تكون أثناء الشرح مما يعطي الدرس الحيوية وحضور أذهان الطلاب.
٦. إستخدام وسائل الإيضاح تقرب الموضوع أكثر إلى ذهن الطالب، لأنها أقل تجريد وأقرب إلى المحسوس، مما تحسن الفهم وتحد من جموح الخيال وتشتته كما تقلل من الضغط داخل الحصه، من أسرار تقدم التعليم في كثير من الدول غنى مدارسهم وجامعاتهم بالمختبرات والمعامل التعليمية، ووسائل الايضاح.
التعليم التطبيقي :
قصور اللغة يكون صورة ناقصة عن الأشياء والوجود، لذلك لابد من المعايشة الحقيقية للأنشطة والممارسات التي تتجسد فيها تلك المفاهيم، للأسف فإن الدول النامية تفتقر إلى هذا النوع من التعليم.
تعليقات
إرسال تعليق