ثلاثة تحديات أساسية-١
على مر العصور كان الحديث عن التحديات والصعوبات محرضًا ودفعًا الى التقدم، لأن الإنسان دائماً تطلعاته تفوق إمكانياته ومن أبرز التحديات في التربية والتعليم مايلي:
أولاً :حضارة غير مواتية:
ليست الأمة الإسلامية هي التي تصنع الحضارة اليوم وإنما مشغولة بمشكلاتها الخاصه ومرتبكة في التعامل مع الوافدات الأجنبية التي تفد إليها من كل مكان- أي أن جزء من مشكلات التربيه والتعليم يعود الى عدم ملائمة الفضاء الحضاري الذي يكتنفها، وعدم انسجامه مع جوهر الرسالة التي توصلها إلى الأجيال الجديدة. فأن الحضارة الغربية مدمرة لتربية الطفل المعاصر، لأنها تدفع الناس نحو أي شيء ثابت يمكن الاستناد إليه في الشدائد والاسترشاد به في الرخاء، كما إنها تشيع ثقافة تساوي الثروة المادية والقيمة الشخصية. إن مضمون الرسالة التي يتلقاها الشباب اليوم هي اسرح، وأمرح، وأضحك واستمتع ما استطعت ولا تأبه كثيراً في العواقب، كل هذا على حساب الرؤية الإسلامية التي تنظر إلى السعادة على أنها شيء يتفجر في داخل الإنسان نتيجة انسجام سلوكه مع معتقده، وتحرره من عبودية المادة والشهوة. إن المرء من دون قيم يسعى إلى تحقيقها في حياته تلفه مشاعر الاغتراب وهو يعيش في وطنه، حيث تتحول الأشياء التي ينتجها الإنسان كي تخدمه إلى أشياء تتحداه وتهدد وجوده فيعبدها ويسجد لها كالأصنام. كل هذا يحدث نتيجة للاستثمار في التقنية المكثف والأعراض عن الاستثمار في مجالات الأخلاقية، هذه البيئة الثقافية والحضارية الغربية أخذت الرياح تعصف بخيامنا، وتسمم جذور الحياة الفردية والاجتماعية في العالم الإسلامي. فصار على التربية أن تتجاوز مسألة التلقين للمبادئ الإسلامية إلى الاقتناع بها، وإزالة الشبه والالتباسات التغلب على الصراع بين الناشئة وذويهم.
أما التحديات الداخلية فإنها تتمثل في قصور في المفاهيم والامكانات في كثير من المجالات وأهمها مجالاين هما:
١. المجال العلمي المعرفي:
إن الوضع العام الذي يعيشه العالم الإسلامي لا يشجع على تكوين جيل يقدر العلم ويتخذه وسيلته الأولى في التقدم الحضاري حيث عدم وجود تقاليد ثقافية تعلي من شأن المعرفة، وعدم وجود رغبة حقيقية في طلب العلم. فإن هناك الكثير من الأسباب منها التأليف والقراءة والإهتمام بالبحث العلمية، والحث على الاختراع والاكتشاف والاهتمام بالتعليم الجامعي. كل هذا مفقود في الدول الإسلامية.
٢. المجال الاقتصادي المعيشي:
والوضع في هذا المجال لا يسر، إذ إننا نعاني من أمرين خطيرين:
١. أن الوضع المعيشي لأكثر المسلمين آخذ في التهور.
٢. زيادة الفوارق بين الفقراء والأغنياء، حيث تتضاءل الشريحة الوسطى التي ينبغي أن تكون قاعدة المجتمع العريضة هذه الوضعية الصعبة جعلت الهم الأكبر هو توفير المسكن، وهكذا لقد اجتمع علينا عدوان لدودان هما:
١. قصور فهمنا لتحديات العصر واجباته وفرصة، بالإضافة إلى عدم الإهتمام بالعلم ومعرفة قيمته.
٢. عدم وجود الإمكانات المطلوبة في كثير من الأحيان لتوفير وسائل التعليم الجيد.
تعليقات
إرسال تعليق