القائمة الرئيسية

الصفحات

 ثلاثة تحديات أساسية - ٢ 

ثانياً : وسائل تثقيف منافسة:

كان الناس يربون في بيئة محدودة وشبه مغلقة وكان الطفل يشاهد أمامه نماذج محلية أو تاريخية من الحضارة الإسلامية دون منافسة تذكر من أي جهة. أما اليوم فإن التربية تواجه عالم مفتوح من خلال وسائل الإعلام. 

من مشاكل المدرسة مع وسائل الإعلام ما يلي: 

١. الاختلاف الجذري بين طبيعة المدرسة وأهدافها والتقاليد التي تسيرها وبين طبيعة وسائل الإعلام والهواجس التي تسيطر عليها. 

٢. المدرسه ألصق بالبيئة المحلية تهتم باهتمام الأسرة وتوجهاتها فتكمل دور الأسرة، أما الإعلام لا يرتبط بأي بيئة و لا يعكس قيم أي مجتمع على نحو كامل ولا أي سياسة على نحو محدد، وهذا يجعل منها عنصر مشوشاً على طبيعة العمل الذي تقوم به الأسرة والمدرسه معاً. 

٣. تنطلق المدراس في كل دولة لتعمل على أساس تربوي موحد ومنهج موحد وتقدم رسالتها وفق  أنشطة مبرمجة كما تعتمد في نجاحها على الجهد الشخصي للطالب في المذاكرة، لذلك فإنها تظل مصدر للإزعاج و تقييد الحرية وتوجيه الأوامر، أما وسائل الإعلام فهي أكثر مرونة في في اختيار برامجها، ومن خلال تواصلها مع جمهور تستطيع اكتشاف ما يستهويه فتقدمه دون أن تكلف أي جهد كما تثير مشاعر اللذة والمتعة لديه، لذلك فإنها تبتلع أوقات الشباب، وقد صار في إمكان الإعلام أن لا يهتم بثقافة الجمهور لأنه إمكانياته التي توصله إلى كل بيت تساعده في أن يصنع ثقافة الناس وفق رؤى القائمين عليها ومصالحهم. 

٤. تهتم المدارس بالتاريخ لتتخذ منه وسيلة تربوية، وتهتم بالمستقبل لإعداد الأبناء لخوض غماره، لذا فإنها تبدو شبه معزولة عما يجري في الوقت الحاضر مع أن الحضارة المعاصرة تركز على الآنية، وتتجلى وسائل الإعلام دائماً في الحاضر دون أن تعبأ بالأمس أو الغد، مما جعل المدارس تبدو تقليدية أو متبلدة الإحساس.

٥.  كانت المدرسة هي كل شيء و لم يكن لها بديل، وما زال لها أهمية في التعليم والتوجيه، لكن كلما تقدم العلم على الصعيد الإعلامي والاتصالي فقدت المدرسة شيئا من وظائفها، أي أن الحقيقة في اي ماده لم تعد ملك المعلم وحده لأنه صار في إمكان أي طالب أن يحصل على المعلومات التي يرغب بها من خلال شبكات الاتصال ليجد فيها أضعاف ما في الكتاب المدرسي أو لدى المعلم، ولكن هذه التحديات لن تنهي الحاجة إلى المدرسة و لكنها تعقد مهمتها التربوية، ويجعل تطلعات طلابها أوسع مما يمكن أن توفره إمكانياتها المحدودة. 


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات