الباب الثاني: الإعداد المتميز
الفصل الثالث: بطائق الصعود
النجاح ليس باب يفتح بل سلم نتسلقه، ولن نتسلق سلم النجاح إلا ببطائق ثلاث فيها التميز والاتقان.
البطاقة الأولى: شعاع الصدق:
حبة واحدة من صدق تبيد بيدراً من الأكاذيب، إن حقيقة واحدة تهدم صرحاً من الخيال، فالصدق أساس عظيم وجوهر ساطع. ( بديع الزمان)
الصدق عنوان الرقي والمعدن الأصيل، وهو الشعاع الدائم لما هو عليه الإنسان وليس ما يتظاهر به إنه النور الذي يولد الطمانينه والثقه عند الآخرين.
مجهر الصدق:
الصدق شعاع نور من القلب إلى القلب لا يمكن تمثيله أو صناعته، الصدق يبعد عن الضغوط النفسية الداخلية، فينعكس على السلوك الواضح.
أشعة الصدق:
وللصدق أشعة تتجلى في خماسية النور.
النور الأول : الصدق مع الله:
فهو الأساس ومنه انطلاق النور، ويكون ذلك بالرجوع الصادق إليه بالتوبة والإنكسار والإفتقار إليه، عندها تتحرك الأرض لك.
النور الثاني: الصدق في الإرادة:
صدق الداخل، إن أغلب الصعاب التي تواجهنا تحتاج إلى إرادة وعزيمة لتخطيها، وهذا يكمن في الصدق في التعامل مع الصعوبات، وتلتهب العزائم وتشتعل.
النور الثالث: الصدق في حب الناس:
إنه الحب النابع من الصميم، يحرك قلوب الناس الصدق للإستجابة، الصدق في حب الناس بلا شروط، وحبهم كما هم، وكما يريدون لا كما تريد أنت، الصدق في مشاعرك تجاه الآخرين، لتنفيس عما في صدورهم، وتوجيههم نحو النجاح، ومساعدتهم للتغلب على ظروفهم ومشاكلهم،
النور الرابع: الصدق في التوجيه:
أن التوجيه هو المحك لكشف التزوير الداخلي، فالتوجيه والإستجابة هي العلامة البارزة في القبول.
النور الخامس: الصدق في حمل القيم والمبادئ :
أن تترسم في داخلك وفي واقعك، وفي كلماتك، مما يمنحك الثبات.
البطاقة الثانية: التوازن المطلوب
من الخطأ أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك. ( مصطفى صادق الرفاعي)
لا تصلح الحياة بدون موازنة، حتى نظام الكون لا بد له من توازن، ويوم يتغلب عنصر أو تزيد نسبة من النسب فإن الحياة تضطرب. التوازن المفقود من من الجانب البشري من الداخل للخارج يتسبب في خلخلة شخصية الإنسان فيسقط وينهار.
الفاعلية الحقيقية:
تكمن في التوازن بين الإنتاج وبين القدرة على الإنتاج، الانسان في هذه الحياة له عدة أدوار والتوازن بينها يولد السعادة الداخلية والإطمئنان، وعندما يستهوية هدف واحد يصبح غير قادر على رؤية أي شيء آخر ويحدث الخلل. ان الاستجابة الدائمة تولد الإدمان للطوارئ، عندها يحل الشعور الخادع بالإنجاز، و لكن على حساب حاجات تحتاج إلى إشباع. وحتى تتكامل في أدوارك تعلم مقولة (لا) بأدب ولطف، لأن ذلك سيدعوك ان تفعل ماتريده انت لا ما يريده غيرك.
راجع صياغة رسالتك الشخصية :
إن أدوارنا تنبع من رسالتنا في الحياة والرسالة نابعة من ضمير، لا من حاجة طارئة أو ردة فعل، هذا الاتصال العميق بالرؤية المستقبلية يعطي لأدوارنا الفاعلية والتوازن.
إن التحديد الواضح لمجموعة الأدوار يضمن لنا التوازن، فابدأ بالاتصال العميق بالذات والوعي بالذات من الداخل، وأعد صياغه رسالتك وحدد أدوارك.
الوصفة السريعة
نتيجه لعدم التوازن، يحصل للناس مشكلات مزمنه تهدد وجودهم، عندها نبحث عن طريقة مختصرة وسريعة فنتوقع أن نتجاوز هذه المشكلة بسرعة لتوفير الوقت والجهد، فيزداد الألم ونراود أنفسنا بالهروب السريع.
الطريقة التي نرى بها المشكلة هي المشكلة:
لا توجد وصفه سريعه بل توجد وصفة عميقة نابعة من تخطيط وتأمل وصبر عندها تتخلص من إدمان المشكلات الطوارئ. أن المشكلات الكبيرة التي تواجهنا لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكير الذي أدى إلى إيجادها.
مستوى جديد في التفكير:
إن المشاكل المزمنة لدينا لابد لحلها أن نبدأ من انفسنا من داخلنا يجعلنا ننظر إلى المشكلة بصورة مختلفة والاعتراف بأن التقصير والخطأ نابع منا وليس من الآخرين.
أساس الصعود إلى رحلة نجاح القرن الحادي والعشرين هو التوازن في الأدوار والتوازن في حل المشكلات الذي يؤدي إلى الاطمئنان وراحة البال والضمير.
البطاقة الثالثة: زرع القيم والمبادئ الصحيحة
العقول الصغيرة تناقش الأشخاص، والعقول المتوسطة تناقش الأشياء، والعقول الكبيرة تناقش المبادئ. (مثل صيني)
المبادئ والقيم هي الشمس المشرقة على جوانب النفس كلها، فتنفذ أشعتها حاملة الضوء والحرارة والحياة، إنها القيم العظيمة للعظماء أنهم زرعوا القيم والمبادئ الصحيحة في أنفسهم أولا ثم تحركت إلى الآخرين.
أعظم قيمة: إن الإيمان بالمبادئ والقيم الصحيحة إلى حد الإعتقاد تجعلك تلتهب حرارة فتشعل الاعتقاد بها عند الآخرين، وإلا تبقى مجرد صياغة خالية من الروح والحياة.
المرحلة المهمة:
إنها مرحلة زراعة القيم في مرحلة الطفولة قبل سن السابعة، لذلك لابد من التركيز عليها في هذا السن.
الطرق الأربعة لزراعة القيم والمبادئ:
ان المبادئ لا تفرض بل تزرع.
*زراعتها في نفسك؛ إن المبادئ المستأجرة لا تزرع عند الآخرين، وروحها وباعثها ضعيف لا يدوم.
*التدريج : إن القيم الخاطئة في حياة الناس لم تبنى في يوم وليلة، بل منذ الصغر وهي تغرس بشكل خاطئ، فلا يعقل أن تزول في يوم وليلة. التدريج يحدث في النفس القناعة وعندها تاتي الإرادة للتغيير.
*القصة: تحمل في طياتها مبدأ تغرسه في النفس، ولها قدرة عظيمة في جذب النفوس وحشد الحواس، وكلما خاطبت القصة داخل النفس وهوية الإنسان كلما كان التغيير أبلغ وأسرع.
*العدل: على كافة المستويات والطبقات، وهي الكلمة التي يبحث عنها الكثير ون، وهي روح الضمير الحي.
فلكي نتصرف بشكل سليم لابد من منهج سليم في التفكير وحتى يكون تفكيرك صحيحاً، لابد من مبادئ وقيم صحيحة.
تعليقات
إرسال تعليق