القائمة الرئيسية

الصفحات

 شخصية المعلم- ٢

المعلم القدوة:

إن انسجام المعلم مع طبيعة المعرفة التي يقدمها، ومع طبيعة المهمة العظيمة التي ندب نفسه إليها يعد شرطا لا غنى عنه لنجاح في عمله، لان ما يحتاجه الطلاب من معلميهم ليس ما يقولونه فحسب، وإنما ما يتمثلون من قيم ومبادئ، وعلى المعلم المسلم أن يمضي على خطى نبيه صلى الله عليه وسلم في التعليم التبليغ والهداية، فعلى المعلم أن يجاهد نفسه ليقترب ما استطاع من ذلك النموذج، فعليه التميز والحرص على العمل بما ما يعلم وهذه بعض الارشادات في ذلك:
١. إن سلوك المعلم القدوة يشكل أداة انسجام و تلائم بين المنهج المنظم الظاهر و بين المنهج المستتر (سلوك المعلمين وتعاملاتهم)، حيث يصبح ما يقرؤه الطلاب في الكتب المدرسية عبارة عن أدلة وإرشادات نظرية لجوهر الحياة الطيبة والفاضلة، و يصبح المنهج المستتر عبارة عن بيان عملي تنفيذي لذلك الجوهر. 
٢. لكل معلم بعض الملاحظات على جانب من جوانب شخصيته إلا إننا نشعر إن بعض من علمنا يتسم بسمات فائقة تجذبنا نحوه، وإن اكتشاف تلك السمات تسبق الاقتداء، فمن خلال التامل نستطيع أن نقف على أفضل ما كان يحمله المعلم من صفات، وأن نستلهم التصرفات التي كانت تجسد تلك السمات. 
٣. معرفة الصغار بالصواب و الخطأ محدودة وتعلمهم من الكتب أمر ليس يسير، لأن اللغة وحدها قاصرة لذلك فانهم يعتمدون على الكبار و سلوكياتهم وتصرفاتهم ليفهموا ما يحتاجه نموهم، لذلك على المعلم بالاضافة إلى تقديم المعارف والتدريبات تعليمهم أساليب الحياة على المستوى الشخصي أو على المستوى الإجتماعي ومن أهم ما يحتاج فيه الصغار إلى رؤية نماذج إنسانية جيدة الآتي :
أ- الموقف النفسي الأساسي حيال المسائل الكبرى والمهمة مثل( الخضوع لله، والاتجاه وفق هدى الشريعة الغراء، والنجاح، والإخفاق، و الإنجاز، والعمل، والتعليم والتعلم، اوقات الفراغ، وقضايا العنصرية) فعلى المعلم أن يقدم الموقف الايجابي من فتح والفاعل والموضوع من كل هذه المسائل مهتديًا بالأصول والآداب الإسلامية وبحصيلة الخبرات الإنسانية المتراكمة. 

ب- استعمال اللغة بوصفها أداة للتفكير، وناقل للأفكار والمشاعر، لأن الطالب يتعلم من معلمه الدقة في استخدام الألفاظ، واختيار الكلمات المعبرة والطيفة، والملائمة للظرف والمثقف الذي يمر به. 

ج- يتعلم الطلاب من المعلم هيئة الدخول الى الفصل والخروج منه، ومدى التزامه بمواعيد الحضور والانصراف، كما يتعلم كيفيه محاوره مع الطلاب. 

د- اللباس والمظهر هما الامتداد المادي للذات، والعاكس المهم لكثير من كوامن الشخصية وخصائصها، ومن المهم الاعتناء بالنظافة بالترتيب من غير إسراف ولا مخيلة. 

ه - التعامل الحكيم مع الأخطاء التي تقع في المدرسة، حيث يمتلك الشجاعة الأدبية في التراجع عن الخطأ العلمي، والاعتذار عن الخطأ الشخصي، أما تعامله مع أخطاء فيتعامل معها على إنها أشياء طبيعية، فلا يضخمها، وإبداء القدرة على استيعابها ومقابلتها بالصفح والإصلاح. 

و- طريقة التفكير و المحاكمة العقلية للأشياء والأحداث، و مقاومة أهواء الذات، والتعصب،....... على المعلمين الانفتاح والمصارحة والتناصح والتعاون على البر والتقوى، ويحسنوا البيئة الأخلاقيه  وتقديم نماذج متقدمه في الخير.

المعلم مرب:

ان الهدف الجوهري الذي تتبناه في المؤسسات التعليمية هو التربية، والتعليم وسيلة تستخدمها تلك المؤسسات، حيث أن المقصود الأكبر هو تنمية شخصية الطالب بكل جوانبها العقلية والعاطفية والثقافية والاجتماعيه. ومن المؤسف إننا نشعر أن المعلمين ينشغلون بالوسيلة عن الهدف، و الأسوأ من هذا أنهم بدأوا يتخلون عن المشاعر  والأخلاقيات والسلوكيات التي يفرضها دورهم التربوي. وحتى يكون المعلم المربي الناجح فعليه ان يقوم بالاتي:

١. النظر الى ما يقبل ما يصدر من الطالب من تصرفات خاطئه على انها نتيجه عدم النضج هو عدم فهمه لقوانين الحياه مما يمنح المعلم سعة في الصدر وتزويده بطاقه كبيره على التحمل.

٢. على المعلم ان يقرا في عيون طلابه وحركاتهم الهموم والمشكلات التي تواجههم وتعكر صفوهم، وأن يكون كذلك عطوف شفوق على طلابه ويهتم بنجاحهم وتقدمهم. 

٣. المعلم المربي الناجح يعد نجاح طلابه نجاح له، ولا يجد أي حرج في تفوق طلابهم توجيه النصح والارشاد للطلاب، وهذا لا يتنافى مع احترام استقلالهم وحريتهم الشخصيه. 

المعلم مجد المعرفة؛ 

خبرات الشعوب مختزنة في الكتب التي كتبتها أجيالها على مدار التاريخ مميزات أهمية خاصه بالنسبه لنا كمسلمين، ولكن تطور اللغه واختلاف الذائقة الثقافية لدى الاجيال الجديدة، على المعلم التجديد في التعبير عن المبادئ التراثية، ليساعد الطلاب على استيعاب إنجازات السلف، وإحساس التجذر والتواصل، واتصال الأجيال. 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات