آفاق التجديد التربوي
الشكوى من سوء أحوال التعليم هي المفتاح لتحسينه وتعلمنا عقيدتنا وأدبياتنا أن أبواب التحسن تظل أبداً مشرعة، إن آفاق التجديد أمام المؤسسات التعليمة في حالة من الاتساع الدائم، وذلك لسببين هما:
١. كثرة الجهات العناصر التي ترتبط بعمليه التعليم اخذاً وعطاءً تأثيراً وتأثراً من وسائل الإعلام وسوق العمل وخطط التنمية..... وكلما كثرت العناصر زاد التعقيد الذي يتيح خيارات وبدائل أكثر، فتتسع مجالات التغيير والتجديد.
٢. أن هذه الجهات في حاله من التغيير المستمر، مما يتيح للتعليم التغيير من خلالها، أو تفرضه عليه، ويصبح التجديد أمراً لا مفر منه ليحفاظ التعليم على دوره.
ومن أهم آفاق التجديد التربوي وآلياته ما يلي:
١. قول لابد منه:
إن كثير منا مصابون بحمى الإنجاز السريع، لذا كلما وضعت خطة تربوية جديدة قام كثير منا بتقويمها بطرق بدائية وحكموا عليها بأنها لم تؤد إلى حدوث أي تقدم!! إن أي تجديد في التعليم يستلزم تجديد في أذهان القائمين على التعليم، وتجديد عزيمتهم ، وتجديد في مواقف الأسرة والمجتمع،منها، وهذا يستغرق وقتا طويلاً قد يستغرق جيلاً بأكمله، ولكن يجب أن نحذر من التراخيص، لذلك فان التغيير في العلم ليس طفرة وإنما التزام دائم بالتطوير و التغيير، والاعتماد على الأعمال الجزئية التراكمية المستمرة.
٢. توسيع قاعدة المهتمين بالتعليم:
إن جذب العديد من الفئات الاجتماعية للاهتمام بالتعليم وتعاونهم والحصول منهم على بعض الآراء النيرة أو بعض المساعدات المادية، كما يعينها على تخليصها من الانغلاق على الذات. ويكون ذلك من خلا تشكيل مجلس يربطها بالحي يقوم بتقديم النصح لإدارة المدرسة ومساعدتها في تذليل العقبات وتجهيز المدرسة بما تحتاج اليه.
٣. التعبير بالنماذج:
إن العقل البشري لا يتعامل مع الكلمات بجدية كافية، وكأنه يستشعر أن النظام اللغوي يستطيع إلباس الخيالات أثواب الحقائق، ولكننا نعترف بصحة الأفكار والنظريات حين نراها مجسدة في هياكل ملموسة. فالمعلمون والمديرون والطلاب يحبون أن يروا مدارس يتجسد فيها التفوق والتقدم والتحديث. على أن تكتسب هذه المدارس ميزاتها الأساسية من الإدارة الحديثه الجيدة، والمعلمين الصالحين الأكفاء، و بطلاب مجددين يقدرون المسؤولية. لا من تجهيزاتها المادية فقط.
٤. الإستفادة من الوسائل التثقيفية الحديثة:
ان التقدم العلمي والتقني يتيح المزيد من المرونة والسهولة في الحركة، كما يوفر الكثير من الوسائل والأساليب والخيارات. مما اتاح للمهتمين بالتعليم مناقشه مشكلات التربيه مع ملايين الناس، عبر وسائل الإعلام والشبكات في تفاعل حي وقد صار بإمكان كل مدرسة عمل موقع على الإنترنت للتواصل مع طلابها ومن ثم تتلقى اقتراحاتهم وآرائهم تجاهها.
٥. تكوين الشخصية؛
انهيار أي أمة لا يحدث إلا بعد تراجع وتدهور في شخصيات الأفراد أي في الصفات التي لا تستقيم الحياة الفردية الإجتماعية من دونها. ان مدارسنا اليوم لا تعطي اهتمام في تكوين الشخصية المسلمة، رغم إيمانهم بأهمية ذلك، وهذا لأنه يتطلب جهد ووقت ومال، ولانه أخلاق الطلاب الحقيقية لا تظهر على نحو جيد وهم صامتون ويتلقون من اساتذتهم وإنما تظهر حين يكلفون بأعمال يتطلب تنفيذها الجدية والمثابرة والصبر والدقة والأخلاق الإجتماعية تحت إشراف المعلم. وإيجاد طرق لتقويم تلك الأنشطة وجعل نصيب جيد من درجاتها للجانب الأخلاقي والشخصية.
٦. لا يتوقف كل تجديد على المال:
إن العقبات المادية تظل عقبات يحسب حسابها، لكنها لا تؤثر تأثيراً واضحاً إلا عندما يتعامل معها أشخاص لا يتمتعون بالارادة الصلبة وأشخاص عقدوا العزم على ألا يقوموا بأي عمل يؤثر في راحتهم وتمتعهم بالحياة.
٧. رؤية أشمل:
إن الجامعات والمدارس تركز على التخصص الجزئي والمعارف المتناثرة، ولا تهتم بتشكيل نظرة كلية تمكن الطالب من فهم عميق لأوضاع عصره بما تشتمل عليه من فرص وتحديات ومخاطر وتحولت، فيتخرج الطالب و هو يعرف أشتاتاً من المعلومات حول قضايا وموضوعات لاتحصى، ولكنه فقير في معرفته بمسؤولياته تجاه نفسه وأهله و دينه وأمته، ومعرفة الأولويات التي عليه أن تحرك على أساسها. ويمكن تنميه الرؤية الشاملة عند الطلاب من خلال مناقشتهم في القضايا ثم تلخيص ما تمت بلورته أو بتلخيص بعض الكتب الجيدة وعرض هذا التلخيص أمام زملائهم و تشجيع الطلاب على مناقشة الأفكار المطروحة.
٨. معاونة الأسرة في مهامها:
إن تربية الطفل فرصة لا يمكن تكرارها ولا إيقافها وتأجيلها، فالسنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تشكل أهم مرحلة تربوية في حياته، وينبغي ألا يسمح للأسرة الجاهلة أو المنحرفة الإنفراد بتربية أبنائها، وذلك من خلال إنشاء دور حضانة تتولى تثقيف العقل، و توجيه السلوك، وتؤسس العادات الحميده من قبل الدولة أو رجال الأعمال أو فاعل خير... بالإضافة إلى الاستفادة من المساجد وحلقاته التربوية.
٩. الشفافية نحو سوق العمل:
لقد تطوره العلم وتقدم لأنه أصبح وسيلة مهمة جداً لكسب الرزق على المستوى الفردي، ومصدرها هائل لثراء الأمم ونهوضها، لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار حاجات السوق والاتجاهات الوظيفية التي تمضي فيه، وتركز فيها التعليم والتدريب حتى تقضي على البطالة.
تعليقات
إرسال تعليق