ثلاث تحديات أساسية - ٣
ثالثاً : القصور الذاتي:
كل شكل من أشكال الإصلاح يتجاهل أصحابه مسألة القصور الذاتي و الوهن الداخلي تكون نتائجه مخيبة للآمال، ولذا فإن الكثير من المشكلات الجوهرية التي تعاني منها مدارسنا ينبع من ارتباكها حيال نظمها ومشكلاتها الخاصة ومن المتطلبات الجديدة التي فرضها التطور الحضاري، والذي ياتي تارة من طبيعة تكوينها وتارة من وغموض أهدافها أو من نوعية علاقتها بالأسرة ومجالات العمل.
ومن هذه المسائل مايلي:
١. جمود المؤسسات التعليميه وتركيزها على التراث وعدم التنقيح او التجديد رغم البحوث والحوارات، ولكنها لا تنفذ او تكون بطيئة التطور بدرجة لا يمكن ملاحظته.
٢. تعمق الأمور السلبية في نفوس الشباب، مثل تراجع مستوى المعلومات، والحب الخالص للمعلم، وعدم الإحساس بمعاني الفضيلة، و الإنحراف، وتفشي البطالة وقد اخفقت المدارس في تمليك الطالب رؤيه عميقة متوازنة لطبيعة العصر، او تمليكهم منهجاً جيداً في البحث العلمي، مع أن العصر يركز على الرؤيه الشاملة والتعمق في فهم العلاقات التي تربط بين الأشياء والمجالات المختلفة.
٣. لاتستطيع دور العلم أن تؤدي وظيفتها على الوجه الأكمل إلا إذا اهتمت في جذب الطلاب اليها وجعلهم يشعرون بالاحترام لها والإحساس بأهميتها في حياتهم، ليصبح الشباب أكثر حماسة لتحقيق الأهداف التي تسعى اليها المدرسه مما يبث في الشباب روح الحماس.
٤. من اهم ما يتجلى في القصور الذاتي للمدارس هو الجانب الخلقي فالمدرسة تدرس المبادئ والأخلاق الفاضلة ضمن مناهجها دون تحلي المعلمين بهذه المبادئ والأخلاق، مما يسيئ إلى نظرة الطالب للمدرس.
إن الحديث عن التحديات لا يعني تهميش المدرسة وعدم أهميتها، وانما للتغلب على هذه التحديات وتحقيق الأهداف.
تعليقات
إرسال تعليق